الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من المناسك والعبادات السابقة التي أقرها الإسلام

السؤال

ما هي المناسك والعبادات التي كانت تمارس قبل الاسلام وأخذ بهاالإسلام وأقرها وأصبحت جزءا من ديننا الاسلامي الحنيف ؟ جزاكم الله عنا خير الجزاء .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فدين الإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله تعالى لعباده، حيث لا يقبل عند الله أي عمل على خلاف هذا الدين.

قال تعالى: [وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ] (آل عمران:85).

وهذا الدين مشتمل على كثير من العبادات التي كانت مشروعة لمن قبلنا، وقد يكون من العسير حصر جميع تلك العبادات، فلنكتف إذاً بذكر نماذج منها:

1- توحيد الله تعالى، فإنه رأس كل شرع أمر به الله تعالى، حيث قال مخاطبا رسولنا محمدا صلى الله عليه وسلم: [وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ] (الانبياء:25).

وقال تعالى أيضا: [وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ] (الزمر:65).

2-الصلاة والزكاة، فقد قال تعالى حكاية عن إسماعيل عليه الصلاة والسلام: [وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً] (مريم:55).

3- الصوم: حيث قال تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ] (البقرة:183).

4- الحج، حيث قال تعالى: مخاطبا إبراهيم عليه الصلاة والسلام: [وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ] (الحج:27).

5- الجهاد في سبيل الله: قال تعالى: [فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ] (البقرة: 246).

6- ذكر الله تعالى: فقد قال تعالى حكاية عن نوح عليه الصلاة والسلام: [فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً] (نوح:10-11).

7- محاسن الأخلاق من وفاء بالعهد وحلم وكرم ونصر للمظلوم وإغاثة الملهوف وإعانة الضعيف، وراجع الفتوى رقم: 46817.

ودليل هذا قوله صلى الله عليه وسلم إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق. رواه البيهقي في السنن، وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة.

والله أعلم.



مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني