تحكيم العقل في أحكام الشرع زيغ وضلال

0 471

السؤال

ما رأيكم في شخص يقول إنه لا يفترض أننا نكون الصم العمي للعلماء فيفترض تحكيم العقل في بعض المسائل التي يحدث فيها خلاف بين العلماء, أفيدوني وما هو الواجب علي تجاه هذا الشخص لاسيما وهو صديق . وشكرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإننا مأمورون بالرجوع إلى أهل العلم عندما نجهل حكم الشرع في حادثة من الحوادث، فقد قال الله تعالى: فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون [النحل:43].
وأمرنا الله عز وجل بطاعة أولي الأمر ومنهم العلماء، قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم [النساء:59].
وقال سبحانه: وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا [النساء:83].
فمن لم يكن من أهل العلم بحيث يتوصل إلى معرفة حكم الشرع من خلال النظر في الأدلة.. من لم يكن في هذه المرتبة وجب عليه اتباع العلماء.
وأحكام الشرع -من حلال أو حرام- لا تعرف بالعقل ومن اتبع فيها عقله زاغ وضل. وما أحسن قول الإمام علي رضي الله عنه حين قال: لو كان الدين بالرأي لكان مسح الخف من أسفل.
فإننا أمرنا بمسح أعلى الخف مع أن الأوساخ إنما تنال أسفل الخف.. فلو حكمنا العقل لحكم العقل بأن المسح لأسفل الخف، وهذا على خلاف الشرع.
والخلاصة أننا أمرنا باتباع ما أنزل الله على رسوله، فقد قال الله تعالى: اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون [الأعراف:3].
ولا يمكن لغير العالم معرفة ما أنزل الله، وما هو حكم الله إلا بالرجوع إلى أهل العلم.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة