هل يشرع قول: ما شاء الله لدى رؤية كلب وغيره

0 581

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...أما بعد فإني أشكركم على هذه الخدمة ( الفتوى) .. إني والله خجلانه أن أترك كل العقيدة الجميلة وأسأل هل يجوز قول ما شاء الله عند رؤية كلب جميل( أعزكم الله )... لأن جاراتي قالت لي لا يجوز وأنا قلت لها والله أعلم يجوز لأن الكلب خلقه الله... بارك الله فيكم ... أتمنى أن تردوا في أقرب فرصة .....

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد قال الله تبارك وتعالى: ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله [الكهف:39].
قال ابن كثير: قال بعض السلف، من أعجبه شيء من حاله أو ماله أو ولده، قليقل: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، وهذا مأخوذ من الآية الكريمة. انتهى
وروى أبو يعلى في مسنده والبيهقي في الشعب عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما أنعم الله تعالى على عبد نعمة من أهل ومال وولد، فيقول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، فيرى فيه آفة دون الموت.
وضعفه الألباني في ضعيف الجامع وغيره.
ومعلوم أن الحديث الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال إذا كان مندرجا تحت أصل ولم يكن شديد الضعف.. وهو ما ينطبق على هذا الحديث، فإن ضعفه غير شديد، ويعضده ظاهر الآية وكذا عمل به السلف.
وبناء على هذا، فإن هذا الذكر مشروع في الأحوال المذكورة آنفا، أما إذا رأى المرء شيئا من مخلوقات الله وتفكر فيه فأعجب به وشهد قدرة الله فيه، فالمشروع له تسبيح الله وذكره ودعاؤه، كما قال عز وجل: ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار [آل عمران:191].
هذا إذا كان قصده التعجب من خلق الله تعالى، أما إن كان قصد السائل بهذا القول عدم الحسد لما رآه فإنه مشروع إذا كان الكلب مما يباح اتخاذه ككلب الحرث والماشية، فلا مانع من قول "ما شاء الله لا قوة إلا بالله" لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا رأى أحدكم من نفسه وأخيه ما يعجبه فليدع بالبركة فإن العين حق. رواه الحاكم وصححه، وأبو يعلى في مسنده، وفي مسند أحمد عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أن أباه حدثه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعامر بن ربيعة لما حسد سهل بن حنيف : علام يقتل أحدكم أخاه! هلا إذا رأيت ما يعجبك بركت. وصححه الأرناؤوط. وقال ابن مفلح في الآداب بعد هذا الحديث: فمن خاف أن يضر غيره فليقل ذلك. وكان عروة إذا رأى شيئا يعجبه قال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله. انتهى
وكل هذه عمومات فيما يعجب الرائي.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة