السؤال
أنا ملتزم حديثا، ندمت، وتبت إلى الله توبة نصوحا، وعزمت ألا أرجع إلى المعاصي والذنوب - والحمد لله – ولكن تحدثني نفسي بتكرار كلمات - والعياذ بالله - عن الذات الإلهية، وتتكرر كثيرا عن الله الخالق، وأنا كاره كل الكره لما تقوله نفسي التي بين جنبي؛ خوفا من الله، وعقابه، ولا أستطيع أن أعمل شيئا لأنني لست متحكما في نفسي، فهل أتركها تقول ما تقول، ولا ألتفت لها، وأصلي وأصوم كأن شيئا لم يحدث؟ وهل سينطبق علي حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام عن تجاوز الله عن أمة النبي صلى الله عليه وسلم عن ما حدثت به نفسها ما لم تقل أو تفعل؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهنيئا لك التوبة، ونسأل الله تعالى أن يقبلها بمنه وكرمه، فقد قال الله تعالى: وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون {الشورى:25}، وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
واعلم أن كراهتك لهذه الوساوس، ونفرتك منها، دليل صدق إيمانك، فعليك أن تعرض عن هذه الوساوس، وألا تلتفت إليها، واعلم أنها لا تضرك البتة، كما أخبر بذلك المعصوم صلى الله عليه وسلم، فإن من رحمة الله بهذه الأمة أن تجاوز لها عما حدثت به أنفسها، ما لم تعمل، أو تكلم، كما ثبت بذلك الحديث في الصحيحين، وغيرهما، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل، أو تتكلم.
وما عليك إلا أن تستمر في مدافعة الوساوس؛ حتى يذهبها الله عنك بالكلية، وانظر الفتوى رقم: 147101، والفتوى رقم: 214492.
والله أعلم.