حكم السجود دون صلاة للدعاء

0 210

السؤال

‏هل يجوز السجود المجرد للدعاء؛ ‏حيث قرأت بأن عبد الله بن المبارك، ‏كان إذا انتهى من ختمة تلاوة القرآن، ‏سجد، ودعا في سجوده؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فقد سبق لنا أن أصدرنا فتوى في حكم التقرب إلى الله تعالى بسجدة منفردة، وذكرنا أن هذا لا يشرع بلا سبب، وأن السجود المنفرد لأجل الدعاء لا شيء يمنعه؛ لأن الدعاء سبب، وذلك في الفتوى رقم: 231628 بعنوان: "التقرب إلى الله تعالى بسجدة منفردة.. حالات الجواز والمنع" وفيها ما يغني عن الإعادة هنا.

وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى، أن العلماء اختلفوا في السجود المطلق هل هو مشروع أم لا؟ ومال إلى القول بمشروعيته، وأنه كالتسبيح، والذكر يشرع خارج الصلاة أيضا فقال رحمه الله تعالى: وقد تنازع الفقهاء في السجود المطلق لغير سبب، هل هو عبادة أم لا؟ ومن سوغه يقول: هو خضوع لله، والسجود هو الخضوع؛ قال تعالى: {وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة}. قال أهل اللغة: السجود في اللغة هو الخضوع .... وقال تعالى: {ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها} ومعلوم أن سجود كل شيء بحسبه ... فعلم أن السجود اسم جنس، وهو كمال الخضوع لله ... وقال تعالى: {واسجد واقترب} فصار من جنس أذكار الصلاة التي تشرع خارج الصلاة كالتسبيح؛ والتحميد، والتكبير، والتهليل، وقراءة القرآن ... اهــ.

وأما ما ذكرته عن ابن المبارك -رحمه الله تعالى- فقد روى البيهقي في الشعب بإسناده، عن علي الفاشاني قال: كان عبد الله بن المبارك يعجبه إذا ختم القرآن أن يكون دعاؤه في السجود. اهــ.

وهذا ليس صريحا في أن هذا السجود في غير الصلاة، فقد يختم ثم يصلي، ويدعو في سجود الصلاة.

والله أعلم.
 

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة