السؤال من جزئيتين متعلقتين ببعضهما : بعض المواقع يسمح برفع ملفات لنشرها، ويستفيد من ذلك، إما بنشر الإعلانات، أو دفع مقابل مادي لتسهيل تنزيل هذه الملفات، في حين أن من لا يدفع مقابلا يمكنه تنزيل الملفات، ولكن بدون هذه المميزات، فمثلا: يضطر من يقوم بتحميل الملف إلى الانتظار نصف دقيقة حتى يظهر له رابط التحميل.
السؤال: إن هناك بعض البرامج تسمح بتحميل هذه الملفات بمجرد وضع رابط الموقع فيها، بحيث لا أضطر للمرور على الموقع، أو مشاهدة إعلاناته، أو الانتظار هذا الوقت قبل مرور رابط التحميل، يعني: تقوم بالتحايل على الموقع، وتسهل عملية التحميل كثيرا، فهل في هذا إثم؟ وقد راسلت أحد هذه المواقع من قبل، وأخبروني أنه لا مشكلة، ولكن ماذا عن بقية المواقع؟
وأيضا بعض المواقع تقوم بخدمة مشابهة لهذه البرامج؛ حيث تقوم باستضافة هذا الملف على موقعها، ثم تسمح لك بتنزيله بسهولة، وبسرعة عالية، ولكن هي أيضا تقوم بعرض الإعلانات، والحقيقة: إن الإعلانات لا يضمن أن تكون خالية مما يخالف الشرع، أو الصور السيئة، أو غيره، فهل يمكن أيضا أن أتحايل عليها، وأستفيد من الموقع بدون الالتزام برؤية هذه الإعلانات؟
وتعتمد آلية هذه المواقع في بعض الأحيان على استخدام حسابات مدفوعة للموقع، فيقومون هم باستخدام الحساب المدفوع باستضافة الملف على موقعهم، ثم يسمحون لك بتحميله بدون شيء غير رؤية الإعلانات.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فإن القاعدة الشرعية العامة التي تضبط مسألة الالتزام بالأنظمة والشروط هي: ما جاء في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: المسلمون على شروطهم إلا شرطا حرم حلالا أو أحل حراما. أخرجه الترمذي، وقال: هذا حديث حسن صحيح.

فالشروط غير المحرمة: الأصل أنه يتعين التقيد بها، وعدم مخالفتها.

وعليه؛ فإن كانت بعض المواقع تشترط انتظار مدة معينة قبل تحميل الملفات، فلا ينبغي التحايل على نظام المواقع للحصول على التحميل دون انتظار، بل ينبغي التقيد بنظام الموقع، وعدم التحايل عليه بما لا يؤذن فيه.

وكذلك إذا اشترط الموقع ظهور الإعلانات قبل تحميل الملفات، فلا ينبغي التحايل على المواقع لتخطي الإعلانات، والتحميل قبل ظهورها، لكن إذا عرضت صورة محرمة في الإعلان فيجب غض البصر عنها.

وراجع للفائدة الفتوى رقم: 149883.

والله أعلم.