حكم من سمع سب الله أو النبي أو الدين ولم ينكر

0 215

السؤال

باختصار شديد: أعيش في بلد كفر، وعندما غاب سيف الإسلام تجرأ الناس، فأسمع الله -سبحانه وتعالى- يسب، والنبي -عليه الصلاة والسلام- يسب، والدين يسب. لكن هذا المرتد الذي يسب لا يعلم أنه لا يضر من يسبهم، لكن يحكم على نفسه -التي إذا أصابها مغص أو حرق صغير يصبح يصرخ مثل النساء أثناء الولادة- بدخول جهنم خالدا فيها.
سؤالي: هل أدخل معه جهنم -والعياذ بالله- إذا سمعته يسب، واكتفيت بتمني قتله في قلبي -يعني: هل أكفر-؟ رغم أني أحاول الهجرة، لكن الطريق مغلق. مشايخي الكرام: إن قلت لكم: أني لا أستطيع أن أضرب من يسب فضلا عن سبه بلساني، أكون كاذبا عليكم، فهل أنا كافر؟ وهل أقتل من يسب، وأدخل إلى السجن المؤبد؟
إذا كان الجواب: نعم كافر. فسوف أقتل نفسي، يعني: أنتحر أهون علي من الكفر -أعوذ بالله-، لأني أضمن إذا قتلت نفسي أني تحت المشيئة، ولست كافرا، لأني مرتكب كبيرة، وليست كفرا طبعا.
أجيبوني بأسرع وقت، وتذكروا أني أحاول الفرار بديني، لكن لا يوجد طريق.
تذكرت شيئا: الشيخ/ عبد الرحمن البراك يقول: من سمع سب الله, أو النبي, أو الدين, وسكت, فهو ليس مؤمنا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يلهمك رشدك، وأن يقيك شر نفسك، وأن يوفقك لما يحب ويرضى، وأما ما سألت عنه؛ فجوابه: أن سب الله تعالى، أو دينه، أو نبيه -صلى الله عليه وسلم-، لا شك أنه كفر ـ والعياذ بالله ـ، ولكن لا يكون المستمع لذلك كافرا كقائله إلا إذا رضي بقوله، وأقره عليه، كما سبق بيانه في الفتويين: 130930، 131228. ولا يخفى من حال السائل أنه أبعد ما يكون عن هذا الرضا والإقرار.
ثم إن إنكار هذا المنكر، وغيره من المنكرات: واجب بحسب القدرة، والاستطاعة، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وراجع في تفصيل ذلك الفتويين: 17092، 197249. ثم إن ترك النهي عن المنكر الكفري باليد أو اللسان مع القدرة على ذلك، وإن كان معصية، إلا إنه ليس بكفر، طالما كان القلب منكرا له. وراجع في ذلك الفتوى رقم: 199175.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة