هل يلزم تتبع سلة القمامة للبحث عن أوراق تحوي أسماء الله

0 156

السؤال

للتو اكتشفت أننا البارحة تعشينا في مطعم لديه أكياس بها اسم الله (العزيز) فذهبت إلى كيس القمامة لكي أبحث عن أكياسه لغلبة ظني أن الخادمة قد رمته فيها، فلم أجد كيس القمامة فقد رميت أمس في سلة القمامة الكبيرة الخاصة بالبلدية وجميع الجيران الموجودة بالشارع، فهل علي إثم؟ ويجب أن أوصي أخي لكي يذهب إلى السلة الكبيرة ويبحث عن كيسنا وبالتالي يبحث عن كيس المطعم أم لا يجب؟ (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) لأنه أيضا لا ندري هل أخذته سيارة البلدية لجمع القمامات أم لا؟ علما بأنني لم أتغد معهم لأني كنت نائمة، وبعد الاستيقاظ لمحت صحون المطعم فشككت بين هذا المطعم ومطعم آخر، فقلت في نفسي لا بد أنه المطعم الآخر؛ لأن التصميمين قريبين من بعض، وذهبت ولم أتأكد من اسم المطعم، فخفت أن أكون قد كفرت بذلك! مع العلم أن الأوان يكون قد فات لحين جوابكم على الفتوى.
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

  فلا يلزمك تتبع الأوراق للتأكد من عدم وجود اسم الله فيها، فإن ذلك يوقع في الحرج والمشقة البالغة، وهو منفي عن الشريعة، وكذلك تتبع صناديق القمامة فيه حرج ظاهر؛ كما قال تعالى: ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج {المائدة:6}، وقال سبحانه: هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج {الحج:78}، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن خير دينكم أيسره، إن خير دينكم أيسره. رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني. وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا. رواه البخاري.
ولذا فإننا ننبه السائلة الكريمة على أن تشديدها على نفسها في هذا الباب وغيره إنما هو من الوسوسة المذمومة، وأن خوفها من الوقوع في الكفر في شيء لم تفعله هو من الوسوسة أيضا، ونوصيها بعدم فتح هذا الباب على نفسها، فإن العبد إذا فتحه على نفسه وقع فريسة للشيطان، فيعسر عليه أموره، ويلبس ويعكر عليه أحواله، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: هلك المتنطعون. قالها ثلاثا. رواه مسلم. قال النووي ـ رحمه الله ـ: أي المتعمقون الغالون المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم. انتهى.
وللفائدة يرجى مراجعة هذه الفتاوى التالية أرقامها: 112698، 50107، 68289.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات