الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم ترك ما فيه اسم الله وسط القذر

السؤال

أعيش في بلد شبه متدهور صحيا وبيئيا وأعانى من جهل الناس بمعنى ترك الصحف التي تحمل اسم الجلالة أو بعض آياته أو الصلاة على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وأقوم في بعض المرات بما يمليه علي الواجب لكن تكثر المسألة علي في بعض الأحيان فما الذي يجب علي فعله خاصة وأنا أمر في بعض الأحيان بالشوارع فأجد جرائد ملقاة هنا وهناك هل يجب علي أن أطلع على كل جريدة والبحث فيها عن الآيات أم ما تراه عيني بصورة مباشرة ويحمل آيه وهل من الكفر تجاهل الصحف البعيدة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنه لا يجوز رمي ما كتب فيه اسم الله تعالى أو آية من كتابه العزيز أو حديث من سنته صلى الله عليه وسلم، ومن تعمد رمي ما فيه ذلك وقصد الاستهزاء به أو احتقاره فهو مرتد والعياذ بالله، وكذا من وجد ذلك وعلم أن فيه آية أو حديثا فتركه وسط القذر فإنه يكفر بذلك كما قال العلوي في نوازله:

وتارك ورقة لا يعلم * مكتوبها وسط الطريق يأثم

وإن دراه خبرا أو آية * فتركه للكفر أي آية

والضابط في ذلك القصد والنية، فقد يرمي المرء الصحيفة وربما يكون وسطها آية ولكنها بالنسبة لما كتب فيها قليلة وقد لا يجدها إلا من تتبعها فيغفل عنها ولا يقصد بذلك الاستهزاء فلا يعتبر فعله كفرا، ولكن يأثم كمن مر بها وظن بها آية أو حديثا فلم يحفظها أو يطمسها فهو آثم أيضا.

ولكن ننبه السائل الكريم إلى أنه لا ينبغي أن يوسوس له الشيطان في ذلك فيبلغ به درجة التنطع والمغالاة، فما وجد فيه آية أو حديثا وجب عليه حفظه. وقد بينا الإتلاف المناسب لما كتب فيه ذلك في الفتوى رقم: 57537 .

وأما ما لم تجد فيه ذلك ولم يغلب على ظنك وجوده فيه فلا حرج عليك في تركه ولا يجب عليك تتبعه فذلك من الحرج والمشقة وقد قال الله تعالى: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ . وقال صلى الله عليه وسلم: هلك المتنطعون. قالها ثلاثا. رواه مسلم.

فالتنطع مذموم والتساهل مذموم والحسنة بين سيئتين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني