الدعاء على المؤذي وضوابطه

0 178

السؤال

ما حكم الدعاء على مسلم يؤذيني أو يؤذي مسلمين آخرين؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فقد حرم الله عز وجل أذية المسلم بغير حق شرعي، ورتب الإثم الكبير والعقاب العظيم على من فعل ذلك، فقال جل وعلا: والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا {الأحزاب:58}، وقال تعالى: إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم {النور:23}.

واذا تمادى المؤذي في ظلمه وإذايته فيجوز الدعاء عليه؛ لكنه لا يدعى بسوء الخاتمة ولا بما يفوق إذايته، وقد دل لجواز الدعاء قول الله عز وجل: لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعا عليما {النساء:148}.

وقد أخرج البخاري عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم حين يرفع رأسه يقول: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد.. يدعو لرجال فيسميهم فيقول: اللهم أنج الوليد بن الوليد، وسلمة بن هشام، وعياش بن أبي ربيعة، والمستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر، واجعلها عليهم كسني يوسف.
قال ابن كثير في التفسير: قال ابن عباس في الآية: يقول: لا يحب الله أن يدعو أحد على أحد، إلا أن يكون مظلوما، فإنه قد أرخص له أن يدعو على من ظلمه، وذلك قوله: (إلا من ظلم )، وإن صبر فهو خير له. انتهى .

وقد دعا جمع من الصحابة على من ظلمهم؛ كما دعا سعيد بن زيد على المرأة التي غصبته داره، ودعا سعد بن أبي وقاص على الذي بهته من أهل الكوفة، وهذا كله ثابت في الصحيح.

ومن الدعاء المشروع الثابت في السنة، ما روى جابر ـ رضي الله عنه ـ قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم أصلح لي سمعي وبصري، واجعلهما الوارثين مني، وانصرني على من ظلمني، وأرني منه ثأري. رواه البخاري في الأدب المفرد

وقد ذكر بعض أهل العلم أن الأفضل عدم الدعاء على الظالم إن لم يكن ظلمه عاما، وأما إذا عم ظلمه فالأفضل الدعاء عليه ليكف الله بأسه عن الأمة. 

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة