خير علاج لوساوس الكفر الإعراض عنها

0 134

السؤال

كلما سمعت قوله تعالى: (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم) [سورة الحج : 52] تأتيني أفكار كفرية باطلة، ولم أكن أدر بعد ما قصة الغرانيق أصلا. فقط كانت الآية تسترعي انتباهي فيلقي الشيطان في تفكيري ما أكره. وكنت أخاف على نفسي من الكفر، فقررت أن أرد الشبهة وأقرأ تفسير هذه الآيات، فلما قرأتها قرأت ما يسمى بقصة الغرانيق. ولا أخفيكم أمرا أنه عندما كنت أقرأ التفاسير كنت أشعر ببعض الغصة من القصة، وكان الشيطان يلقي في نفسي أسئلة كثيرة وتخيلات كفرية وشبهات تودي للكفر كلها، وكنت كارها لذلك. نعم ثارت لدي أسئلة وشك، ولكني برغم وجودها كنت أقول لنفسي: إني لا أريد أن أكفر، هذا هو الحق من ربنا، حتى وإن كانت حقيقة -وهي ليست كذلك وباطلة- فلا بد أن هناك أمرا ما، لربما هذا اختبار من الله. كنت أقول لنفسي: لا يهمني معرفة الأجوبة على الاسئلة التي بداخلي، فقط لا أريد أن أكفر. وظللت هكذا أخاف من كوني قد كفرت في البداية بما خيله لي الشيطان من معان كفرية قبل معرفتي لقصة الغرانيق، ثم خوفي من كفري بعد معرفة القصة لما ثار لدي من أسئلة وشبهات و للأسف شكوك رغم كرهي لها، لكنها كانت تثور بداخلي، ثم علمت أن هذه القصة باطلة فارتحت قليلا وقل هاجس الكفر الذي عندي، ولكن بقي عندي هاجس آخر، وهو صدق كتاب البخاري، ولكني أقول لنفسي: إنه هو أصح كتاب بعد كتاب الله، وإنه يحوي الصحيح من الأحاديث، وقد أجمعت عليه الأمة، ولا يعني وجود قصة الغرانيق فيه بطلانه بالكلية -هذا وإن كانت به أصلا-، فكما أبطل العلماء قصة الغرانيق فهم قد صححوا ما بقي فيه، فلو كان فيه خطأ لما تركوه. ولكن برغم هذا تبقى لدي وساوس وشكوك أنا لها كاره، ولتجاهلها حريص، وأخشى على نفسي من الفتنة والكفر. فهل بما حكيته لكم سابقا من تفاصيل كثيرة هل حدث مني ما يودي بي للكفر -والعياذ بالله-؟
أعتذر عن الإطالة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فإن هذه القصة باطلة كما قدمنا بالفتوى رقم: 28282، وهي غير موجودة في صحيح البخاري، ولا يقع الكفر بهذه الوساوس التي تخطر ببالك ما دمت كارها لها، وننصحك بالإعراض عن الاسترسال مع الشيطان في هذه الوساوس، وأن تشغل نفسك بالتعلم والدعوة إلى الله تعالى؛ فضع برنامجا لحفظ القرآن، وتعلم ما تحتاجه من الفقه، وأكثر مطالعة كتب الفضائل والرقائق والسير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة