تراعى أحكام وآداب الشرع في اجتماع العائلة على الطعام

0 201

السؤال

ما حكم اجتماع العائلة بكاملها على الطعام على مائدة واحدة بما فيها الوالدان وابنهم وأخوه وزوجته، ويقولون إن البركة تكون في الاجتماع للطعام؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالاجتماع على الطعام جائز لا حرج فيه، بل هو مستحب ـ كما قال أهل العلم ـ لما رواه أبو داود وغيره: أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله؛ إنا نأكل ولا نشبع! قال: فلعلكم تفترقون؟ قالوا: نعم، قال: فاجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله عليه يبارك لكم فيه. حسنه الألباني.

وجاء في شرح الزرقاني لموطأ الإمام مالك عند قوله صلى الله عليه وسلم: طعام الاثنين كافي الثلاثة، وطعام الثلاثة كافي الأربعة ـ قال: وعند الطبراني: كلوا جميعا، ولا تفرقوا... الحديث، فيؤخذ منه أن الكفاية تنشأ عن بركة الاجتماع، وأن الجمع كلما كثر زادت البركة... وروى العسكري في المواعظ عن عمر مرفوعا: كلوا ولا تفرقوا، فإن طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الثلاثة والأربعة، كلوا جميعا ولا تفرقوا، فإن البركة في الجماعة.. قال ابن المنذر: يؤخذ من حديث أبي هريرة استحباب الاجتماع على الطعام، وأن لا يأكل المرء وحده.

ولعل استحباب الاجتماع على الطعام آكد في حق العائلة الواحدة وخاصة مع الأبوين، لما في ذلك من برهما والألفة بين أفراد العائلة، ولكن إذا كان في العائلة من ليسوا محارم كزوجات الإخوة، فلا بد من مراعاة الشرع من الستر وغض البصر، والأفضل أن تكون النساء على مائدة مستقلة بعيدة عن غير المحارم، والحاصل: أن الاجتماع على الطعام بركة وأنه الأفضل للعائلة إذا روعيت الضوابط الشرعية.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة