حكم ترقية العضوية في مواقع التربح من خلال الضغط على الإعلانات

0 183

السؤال

لدي عمل في موقع من المواقع الربحية، وأريد السؤال: يوجد موقع اسمه: "wsbux" يربح منه عن طريق الضغط على الإعلانات، ولديه خاصية النقاط؛ فهو يعطي مع المال النقاط، وتلك النقاط يمكنك من خلالها أن ترفع من مستوى ربحك؛ فمثلا: أصبح لدي 1000 نقطة، فيمكنني أن أرقي حسابي إلى المستوى الـ 2 أو 2000 إلى الثالث، فيرتفع سعر الضغطة بلا دفع إلى وقت محدد، كما هو في الموقع عند شراء العضوية الذهبية، فهل يجوز ترقية الحساب؟ وقد استثمرت في مواقع أخرى كـ "neobox" وغيره، فرأيت فتوى تحرم شراء الريفلر، فتوقفت عن التعامل مع تلك المواقع، وهل علي إثم لأني كنت جاهلا، فلم أعلم أن في ذلك ما ينهى عنه الشرع، كشراء الريفلر، والعضوية الذهبية؟ وهل الترقية في الموقع المذكور أعلاه حلال أم حرام؟ وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما اطلعنا عليه حول نظام الشركة، وبرنامج كسب النقاط من خلالها لا يمكننا من الحكم عليها، وجملة ما ذكرته في سؤالك لا يكفي لتصور المعاملة تصورا تاما، لكن للفائدة نقول: إن نظام الضغط على الإعلانات مقابل نقاط يكسبها الضاغط يمكنه استبدالها بنقود، أو سلع لا يخلو غالبا من محاذير شرعية؛ منها ما قد يكون في ذلك من غش أصحاب الإعلانات الذين بذلوا أموالا مقابل ترويجها، وإشاعتها بين الناس، فيتم إيهامهم باطلاع أعداد كثيرة عليها، والحقيقة أنه لم يشاهدها سوى عدد يسير من المشتركين، وربما لم يطلعوا عليها، بل يفتحونها لكسب النقاط، ويغلقونها دون معرفة محتواها؛ لأن الغاية مجرد الضغط فحسب، وإذا كان كذلك فهذا غش محرم، لا يجوز فعله، ولا التعاون مع فاعله.

ثم إن تلك الإعلانات لا تخلو في الغالب من محاذير شرعية، كأن تروج للربا، أو القمار، أو الخمور، أو نحو ذلك مما هو محرم، ولا يجوز التكسب من الضغط عليها.

ومن المحاذير أيضا: ترقية العضوية ببذل عوض، سواء أكان العوض نقدا، أم نقاطا، أم شراء منتج غير مقصود، وهكذا، فهذا من القمار المحرم، وللمزيد من الفائدة انظر الفتويين: 192603، 276592.

وعلى كل؛ فالأسلم اجتناب التعامل مع تلك الشركات مطلقا، وسبل الكسب الحلال كثيرة لمن ابتغاها، وتحراها، قال تعالى: ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه {الطلاق:2-3}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله، وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعاصي الله، فإن الله لا يدرك ما عنده إلا بطاعته. رواه ابن مردويه، وحسنه الألباني.

وأما مسألة الإثم في الإقدام على ما هو محرم حال الجهل بحرمته: فالجواب عنه: أن من ارتكب محرما جاهلا بتحريمه، فإنه لا يأثم؛ إلا أن يكون مقصرا في طلب العلم الواجب، فيأثم لتقصيره، وإيضاح ذلك في الفتوى رقم: 173397.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى