ما حكم الدردشة في الفيس بوك، أثناء الصيام -بارك الله فيكم، وأطال في عمركم، ونصر بكم الأمة المحمدية-؟

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فإن أردت حكم دردشة الرجال مع البنات، فقد بينا حكمه الشرعي، وأثره على الصيام في الفتوى رقم: 127684.

أما إن أردت دردشة الرجال مع الرجال، أو النساء مع النساء: فهذا لا شيء فيه، ما خلا عن الكلام المحرم، ولا يؤثر على الصيام، ولا يجرحه، إلا أن فيه مضيعة لوقت الصائم في رمضان، واشتغالا عن العبادة، وتفويتا لخير عظيم، وفضل كثير في هذا الشهر المبارك، لا سيما إذا كثر.

 وقد جاء في الحديث: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام؛ فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب. متفق عليه. وفي رواية: ولا يجهل. وإكثار الخوض في حديث الدنيا، ولغط الناس، ولغوهم، يفضي إلى ذلك في كثير من الأحيان.

فالأولى ترك الإكثار منه، والاشتغال بخير الآخرة عن لغط الدنيا، لا سيما في هذا الشهر الفضيل، كما قال مؤمن آل فرعون لقومه: يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار {غافر:39}، وقال تعالى: إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم {محمد:36}.

وقد مدح الله تعالى المشتغلين بالعبادة، المعرضين عن اللغو، فقال: قد أفلح المؤمنون* الذين هم في صلاتهم خاشعون* والذين هم عن اللغو معرضون. [المؤمنون: 1-3].

والله أعلم.