إنكار جميل ومحاسن الزوجة ليس من حسن العشرة

0 140

السؤال

ما حكم الدين في رجل لا يرى في زوجته إلا السيئ، وينكر كل جميل فيها، ويعظم من ضعفها، ولا يرى قوتها في مناحي الحياة المختلفة، ويدعي عليها ما ليس فيها، مما جعلها لا تتعايش معه كأي زوجين؛ لأنه غير أمين، حتى على ما تسره له، بل ويعايرها به، وهذا جعلها تعطيه حقه الشرعي ولكن بأداء تمثيلي فقط إرضاء لله فيه؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذا الرجل الذي ذكرت من صفاته ما ذكرت مخالف ما أمر الله به الأزواج من حسن عشرة الزوجات، قال تعالى: ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف {البقرة:228}، وروى البخاري ومسلم، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "استوصوا بالنساء خيرا". والزوج مطالب شرعا بالنظر إلى جميل صفات المرأة وإن كان فيها عيب وقصور في بعض الجوانب؛ روى مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر. قال النووي: أي: ينبغي أن لا يبغضها؛ لأنه إن وجد فيها خلقا يكره وجد فيها خلقا مرضيا بأن تكون شرسة الخلق لكنها دينة أو جميلة أو عفيفة أو رفيقة به أو نحو ذلك. اهـ. فإذا كان الأمر كذلك فكيف يلجأ الرجل إلى ما هو جميل في المرأة فينكره أصلا، فينظر إليها بعين السخط التي لا ترى إلا كل قبيح؟!

وأسوأ من هذا كله ما ذكر من كونه يدعي عليها ما ليس فيها، وينسب إليها بعض المعايب زورا وبهتانا، وما ذكرت أيضا من كونه يفشي أسرارها إلى غير ذلك من الصفات الذميمة التي لا تليق بالمؤمن.

وقد أحسنت زوجته صنعا في كون ذلك كله لم يدفعها إلى منعه حقه الشرعي. والأداء التمثيلي إن كان المقصود به التظاهر بالرضا والمحبة مع الكره القلبي فهذا لا تأثير له، فأمور القلوب لا مؤاخذة على العباد فيها؛ لكونهم لا كسب لهم فيها، وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 193723.

وننبه إلى أنه ينبغي أن يحرص الزوجان على كل ما من شأنه أن يقوي المودة وينميها بين الزوجين من كل قول أو فعل يتحقق به استقرار الأسرة ويكون سببا في أن يسود فيها المودة والألفة؛ ليدخل الزوجان جنة الدنيا قبل جنة الآخرة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة