غفران الذنوب يعني سترها والتجاوز عنها وعدم فضح العبد بها في الآخرة

0 105

السؤال

رباني والداي تربية سليمة، ولم يقصرا في أي شيء، لكن ضعفت أمام خطيبي في بعض التجاوزات، ولكن لم تصل إلى الزنا، وأخاف أن يعاقب الله والدي على ذنبي، وأريد التوبة وتبرئة أهلي أمام الله، وأنني وحدي المسئولة عنه، وهل يفضح المرء يوم القيامة بأعماله أمام الجميع؟ أرجو الرد شكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد بينا في أكثر من فتوى أن الخطيبين الذين لم يتم عقد النكاح بينهما يعتبران أجنبيين عن بعضهما، ومجرد الخلوة بينهما لا تجوز فضلا عن أن يقع بينهما أكثر من ذلك، والواجب على من وقع في شيء من ذلك أن يستغفر الله تعالى ويتوب إليه توبة نصوحا؛ فقد قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار {التحريم:8}.
ولن يؤاخذ الله تعالى والديك بما جرى منك، وخاصة أنهما لم يقصرا في تربيتك، وهو سبحانه وتعالى أعدل وأكرم وأرحم من أن يعاقب الوالدين بذنب ارتكبه أولادهما؛ فقد قال تعالى في محكم كتابه: ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى {الأنعام:164}.
ولتعلمي أن التوبة الصادقة تمحو ما قبلها، ولتبشري بخير وستر من الله تعالى ما دمت قد تبت إليه توبة نصوحا؛ فقد قال سبحانه وتعالى: وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى {طه:82}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
وغفران الذنوب كما قال العلماء: يفيد سترها والتجاوز عنها وعدم فضح العبد بها في الآخرة، وانظري الفتوى رقم: 129889، والفتوى رقم: 105016، وراجعي كذلك للفائدة الفتويين التالية أرقامهما: 13450، 63107.

 والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات