الوسوسة في مخارج الحروف

0 149

السؤال

أرسلت لكم سؤالا، فأحلتموني إلى فتاوى سابقة لا علاقة لها بسؤالي؛ لذا أريد جوابا دقيقا حوله.
والسؤال هو: ما حكم انزلاق اللسان على مخرج الحرف عند النطق في الصلاة؟ فمثلا عند النطق بحرف اللام، أحيانا لا يستقر اللسان على مخرج الحرف، وإنما ينزلق عليه، ونفس الشيء عند النطق بحرف الفاء، فالأسنان العلوية لا تستقر أحيانا على مخرج الحرف، عند قول: رب اغفر لي، مما يجعلني أكررها مرارا، مع أن هذه الحروف تقع صحيحة في السمع، ولا أعتقد أنها وسوسة؛ لأنها حدثت لي حتى خارج الصلاة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:                        

ففي البداية نسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل مما تعانينه, وقد تبين لنا من خلال أسئلة سابقة أن لديك وساوس كثيرة, فلأجل ذلك ننصحك بالإعراض عنها, وعدم الالتفات إليها, فإن ذلك من أنفع علاج لها، وراجع للفائدة الفتوى رقم: 3086.

وبخصوص ما سميته بانزلاق اللسان عن مخرج الحرف، فالظاهر أنه مجرد وسوسة, فلا تلتفت إليه، وذلك أن الأمثلة التي ذكرتها من الحروف، يستبعد حدوث انزلاق اللسان فيها عند المخرج, فاللام يخرج من طرف اللسان، مع أصول الثنايا العليا, ويلتصق بمخرجه من غير انزلاق.

أما الفاء فيخرج من باطن سفلى الشفتين، مع أطراف الثنايا العليا, ولا علاقة له باللسان أصلا, فهذا مما يؤكد أن ما تشعر به مجرد وسوسة, وهي من تلبيس الشيطان ومكايده.

  قال ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ في إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان: ومن ذلك الوسوسة في مخارج الحروف, والتنطع فيها, ونحن نذكر ما ذكره العلماء بألفاظهم:

قال أبو الفرج ابن الجوزي: قد لبس إبليس على بعض المصلين في مخارج الحروف, فتراه يقول: الحمد، الحمد, فيخرج بإعادة الكلمة عن قانون أدب الصلاة, وتارة يلبس عليه في تحقيق التشديد في إخراج ضاد المغضوب.

قال: ولقد رأيت من يخرج بصاقه مع إخراج الضاد؛ لقوة تشديده، والمراد تحقيق الحرف حسب, وإبليس يخرج هؤلاء بالزيادة عن حد التحقيق, ويشغلهم بالمبالغة في الحروف عن فهم التلاوة, وكل هذه الوساوس من إبليس. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة