الترغيب بقيام الليل وسبل استدامته

0 179

السؤال

كان يقوم الليل ثم تركه فترة طويلة، ثم عاد إليه ثم تركه ويريد العودة، لكنه يخاف أن يتركه فيحرم منه نهائيا، ويكون بذلك قد حرم خيرا كثيرا، فماذا تنصحونه به؟ وهل تخوفه على حق أم أنه من الشيطان؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

فينبغي لهذا الشخص أن يعاود ما تركه من قيام الليل، وليوطن نفسه على المواظبة عليه وعدم تركه، وأما تخوفه من تركه مستقبلا فهو على نوعين: خوف شيطاني يحمل على ترك العودة إلى القيام أصلا فهذا تلبيس من الشيطان ينبغي ألا يلتفت إليه، وخوف صحي يحمله على المداومة والمواظبة خشية أن يحرم هذه المثوبة العظيمة، ومما يعين هذا الشخص على المواظبة على القيام أخذه منه بالنصيب الذي يستطيع الحفاظ عليه ثم يزداد بعد ذلك تدريجيا، ولا ينبغي أن يحمل نفسه شيئا يعلم أنها تعجز عنه في المستقبل، فإن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل، ومما يعينه على المداومة على القيام بعد أخذه منه بالنصيب الذي يتيسر عليه المداومة عليه أن يحذر أن يقع في نهي النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ حيث قال له: يا عبد الله؛ لا تكن مثل فلان كان يقوم من الليل فترك قيام الليل. متفق عليه.

قال العيني: وفيه: استحباب الدوام على ما اعتاده المرء من الخير من غير تفريط، وفيه: الإشارة إلى كراهة قطع العبادة وإن لم تكن واجبة.

ومما يعينه على ذلك كثرة اللجأ إلى الله ودعاؤه بالتوفيق والتثبيت، واستحضار ما لقيام الليل من الفضل العظيم، واستحضار ما للعبد من تفريط وتقصير، فإن ذلك يعين على طرق باب الخيرات جبرا لذلك التقصير ومعالجة لذلك النقص، ومن الأسباب المعينة على المواظبة كذلك التزام قضاء هذا الورد إذا فات بالنهار، فإن من وطن نفسه على القضاء سهل عليه الأداء، وقد ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا نام عن صلاة الليل صلى من النهار اثنتي عشرة ركعة. قال الصنعاني ـ رحمه الله ـ: (كان إذا نام من الليل) عن ورده، (أو مرض) فلم يأت بتهجده، (صلى) عوض الفائت، (من النهار اثنتي عشرة ركعة) كأنها عدة ما فاته، وفيه أنه يندب قضاء فائت الليل بالنهار. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة