من كرامات أبي الخير رحمه الله تعالى

0 213

السؤال

ينقل عن أحد العباد المشهورين بالكرامات، والأحوال ـ واسمه: أبو الخير التيتاني الأقطع ـ أنه كان من قوة يقينه، وتوكله يترك ابنه وسط الأسود ولا يخاف، وقد ورد ذلك في كتاب طبقات الأولياء لابن الملقن، فهل هذا صحيح؟ كما نقل عن أبي سليمان الداراني أنه كان يختفي إذا أراد ذلك، وقد ورد ذلك الخبر أيضا في طبقات الأولياء لابن الملقن؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فان هذه القصة ذكرها ابن الملقن في طبقات الأولياء فقال: "ولأبي الخير ولد اسمه عيسى، كان صالحا أيضا. طلب من والده الخبز، وكان صبيا فقال: أيما أحب إليك: أعطيك الخبز، وتكون عند السبع؟ أو تكون عندي بلا خبز؟ قال: فقلت في نفسي: هو والد، ولا تطيب نفسه أن يتركني مع السبع!. فقلت: أعطني الخبز، واحبسني حيث شئت!. فأعطاني الخبز، فلما أكلت، قال لي: قم!، قلت: ترى يحملني إلى السبع؟! فقمت معه، فدخل الغابة، وأنا خلفه؛ وإذا بسبعين، فلما أبصرا به قاما، فقال لى: اجلس!، فجلست، ومضى هو، وريض السبعان، فكنت أرجف من الخوف، ثم سكنت وقلت: " لو أرادا بى أمرا لكانا قد فعلا " ثم خطر لي أنه ولهما بحفظي، فبقيت إلى قريب المغرب هناك، فلما جاء قرب العشاء جاء والدى، فلما بصرا به قاما؛ فأخذ بيدي وأخرجني، وخرج كل واحد منهما إلى جانب ". انتهى.

 وروى ابن عساكر هذه القصة بوجه آخر في (تاريخ دمشق 66 / 168) وكذا ذكرها الذهبي في (تاريخ الإسلام)  فقال: وقال أبو ذر الحافظ: سألت عيسى كيف حديث السبع؟ فقال: كان أبي يخرج خارج الحصن وثم أجام كثيرة وسباع. وكان أبي يضرب السبع ويقول: لا تؤذي أصحابي. فلما كان ذات يوم قال لي: ادخل القرية فأتنا بعيش فتركت ما أمرني به واشتغلت باللعب مع الصبيان وجئته العشاء، فغضب وقال: لأبيتنك في الأجمة. فأخذني تحت إبطه وحملني إلى أجمة بعيدة لا أهتدي للطريق منها، ورماني ورجع. فلم أزل أبكي وأصيح، ثم أخذني النوم فانتبهت سحرا، فإذا أنا بالسبع إلى جنبي وأبي قائم يصلي. فلما فرغ قال للسبع: قم فإن رزقك على الساحل. فمضى السبع . انتهى.

 وأما عن صحتها، فلم نجد كلاما لأحد من أهل العلم، حكم فيه عليها بثبوت أو عدمه. وراجع لمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 313150. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة