ما معنى: "ولو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه"؟

0 228

السؤال

ما معنى: "ولو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه"؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد ورد هذا المعنى في أحاديث بألفاظ مختلفة، منها ما أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وغيره من حديث عبد الله بن أبي أوفى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: والذي نفس محمد بيده، لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها كله، حتى لو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه.

والمعنى المقصود هو المبالغة في حث المرأة على تمكين زوجها من نفسها، إذا طلبها للجماع، وأن لا تمتنع عنه، ولو حضرها النفاس، وجلست على قتب لأجل الولادة، وهذا على أحد التفسيرين للحديث اختاره أبو عبيد القاسم بن سلام، والقتب هو رحل صغير على قدر السنام، وهو للجمل كالسرج للفرس، قال أبو عبيد القاسم بن سلام ـ رحمه الله ـ في غريب الحديث: في حديث عائشة: لا تؤدي المرأة حق زوجها حتى لو سألها نفسها وهي على ظهر قتب لم تمنعه. قال أبو عبيد: كنا نرى أن المعنى أن يكون ذلك وهي تسير على ظهر البعير، فجاء التفسير في بعض الحديث بغير ذلك: إن المرأة كانت إذا حضر نفاسها أجلست على قتب ليكون أسلس لولادتها. قال أبو عبيد: هذا بلغني عن ابن المبارك، عن معمر، عن يحيى بن شهاب، قال: حدثتني امرأة أنها سمعت عائشة تقول ذلك، قال: قال معمر: فمن ثم جاء الحديث: ولو كانت على قتب، وهذا أشبه بالمعنى من الذي كنا نراه وأولى بالصواب. انتهى.

وجاء في عمدة القاري: قوله: على قتب. بفتح التاء المثناة من فوق، وفي آخره باء موحدة، وهو رحل صغير على قدر السنام، والجمع أقتاب، ويجوز تأنيثه عند الخليل. وفي (المحكم) القتب، والقتب إكاف البعير، وفي (المخصص) وقيل: القتب لبعير الحمل، والقتب بالكسر لبعير السانية. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات