الفرق بين: نبين الآيات ونصرف الآيات ونفصل الآيات

0 251

السؤال

ما الفرق في تفسير قوله تعالى: كذلك نبين الآيات، و قوله: كذلك نصرف الآيات، وقوله: كذلك نفسر الآيات، مع ذكر أمثلة وكيف لا أغلط في حفظها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 لعلك تقصد الفرق بين نفصل ونبين ونصرف في القرآن الكريم ...

وذلك يعرف بالرجوع لمعنى كل كلمة والسياق الذي وردت فيه، ولا يتسع المقام لتتبع أماكن ورود هذه الكلمات في القرآن وبيان معنى كل منها في سياقها.

ولكن نقول بشكل عام، إن كلا من التبيين والتفصيل والتصريف يأتي من أجل الإيضاح والتفسير والشرح، ولكن دلالة كل منهم على هذا المعنى العام قد تختلف عن الآخر بحسب السياق الذي ورد فيه.

جاء في تفسير الخازن: قوله عز وجل: وكذلك نصرف الآيات يعني وكذلك نبين الآيات ونفصلها في كل وجه كما صرفناها وبيناها من قبل. اهـ

وفي تفسير ابن كثير: {انظر كيف نصرف الآيات} أي: نبينها ونوضحها ونفسرها. اهـ

وفي فتح القدير للشوكاني: قوله: وكذلك نفصل الآيات أي مثل ذلك التفصيل نفصلها، والتفصيل: التبيين، والمعنى: أن الله فصل لهم ما يحتاجون إليه من أمر الدين، وبين لهم حكم كل طائفة. اهـ

وفي الوجيز للواحدي: {انظر كيف نبين لهم الآيات} نفسر لهم أمر ربوبيتي. اهـ

وقد أكد الدكتور فاضل بن صالح السامرائي في ( لمسات بيانية ) ما سبق موضحا بعض الفروق بين العبارات السابقة، وسننقل كلامه كاملا للفائدة، حيث يقول: التصريف هو التغيير (وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون) البقرة (164) تغييرها من جهة لأخرى، وعندنا الصرف والنحو والصرف هو النظر في التغييرات الحاصلة في أبنية الكلام، فالتصريف التغيير يأتي للمسألة الواحدة ويذكرها بصور شتى يغير فيها حتى يوصلها لك، مثلا: إثبات الحياة بعد الموت، هذه مسألة، كيف يتوصل إليها؟ يتوصل لها بإحياء الأرض بعد موتها كمثال تمهيدي (إن الذي أحياها لمحيي الموتى) فصلت(39) يعطي مشهدا تمثيليا يذكر أمثلة، وأحيانا يستدل بالحياة الآخرة على خلق الإنسان وتطوره (ألم يك نطفة من مني يمنى (37) ثم كان علقة فخلق فسوى (38) فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى (39) أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى (40) القيامة) هذا تصريف، يعني كل مرة يأتي بشكل حتى يثبت المسألة، يصرفها أي يغيرها بصور حتى يوصلها.

التفصيل هو إما أن يكون التبيين والفصل هو الحجز بين الشيئين وهذا الأصل، أحد أمرين: تبيين بصورة واسعة وإما يأتي بأمور متعددة مختلفة هذه وهذه وهذه يصير فصلا وهذا موجود في القرآن، مثلا يذكر صفة أهل الطاعة وأهل الإجرام ليسا موضوعا واحدا وإنما يذكر أمورا متعددة من الحياة، هذا تفصيل، أما موضوع الحياة بعد الموت فموضوع واحد، هناك أمور في القرآن ليست موضوعا واحدا: يذكر التوابين والمجرمين، أهل الطاعة وغير أهل الطاعة، مثال قوله تعالى: (إن الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي ذلكم الله فأنى تؤفكون (95) فالق الإصباح وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم (96) وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون (97) الأنعام) انتقل من الحب والنوى إلى الإصباح ثم الشمس والقمر ثم النجوم، مواضيع أخرى ثم ينتقل يذكر أمورا كثيرة هذه تفصيل قطعا قطعا، يأتي بأمور كثيرة مختلفة وليست مسألة واحدة لذا يذكر التفصيل (قد فصلنا الآيات).

التبيين هو توضيح أمر واحد كما تبين الكلمة الواحدة أو تبين المسألة الواحدة، التصريف والتفصيل فيه تبيين، على سبيل المثال (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار (72) لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم (73) أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم (74) ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون (75) المائدة) ، نفس القضية فاستعمل نبين أي نوضح، التفصيل والتصريف غير التبيين مع أن كلها إيضاح. اهـ

وأما عن سؤالك الثاني فننصحك بالرجوع لبعض الكتب الخاصة بالمتشابه اللفظي في القرآن، وقد ذكرنا بعضها في الفتوى رقم: 241366.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات