هل تقبل توبة المرتد؟

0 98

السؤال

ما حكم من قال كلمة كفر -استهزاء بالقرآن- دون أن يعرف، ولم يعلم إلا بعد أربع سنوات معنى الاستهزاء، وكنت في ذلك الوقت قد عقد قراني، ولا أذكر هل قلتها قبل الدخول أو بعده، ثم تبت وندمت على ما فعلت، ولم أعلم أنني مرتدة، وكنت جاهلة لا أعرف نواقض الإسلام، فهل كل من قال كلمة كفر دون أن يعلم، قد ارتد؟ وهل سيتوب الله علي؟ وما هي علامة التوبة؟ وإن صليت صلاة بدون نية دخول الإسلام، فهل أصبحت مسلمة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالسائلة في الحقيقة لا تحتاج لجواب عن أسئلتها بقدر ما تحتاج لمن ينبهها على خطئها في القطع على نفسها بالكفر، أو الردة!

وما لم تثبت الردة، فأسئلتها لا تتأتى في حالتها! والكلمة التي قالتها لم تذكرها لنعلم هل هي بالفعل كلمة كفر أم لا، وهل في مثلها عذر بجهل، أو تأويل، ونحو ذلك، أم لا؟ وإذا كان الأمر كذلك، فالأصل بقاء ما كان على ما كان، ولا سيما وبعض أهل العلم على أن نكاح المرتدة باق إذا رجعت إلى الإسلام، ولو طال الزمن، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 133087.

ثم إن الكافر الأصلي، وكذلك المرتد، يحكم بإسلامه، إن صلى، وراجعي في ذلك الفتويين رقم: 98126، ورقم: 188919.

وعلى أية حال؛ فإذا تعلق الأمر بحق الغير، كحق الزوج في عصمة الزوجية، فينبغي رفع الأمر للقاضي الشرعي.

وأما أمر التوبة: فلا يحتاج إلى سؤال، فإن الله تعالى هو التواب الرحيم، ومهما كان الذنب ـ الكفر فما دونه ـ فإن الله تعالى يقبل توبة صاحبه، إن صدق فيها، وقد ارتد أناس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وبعد وفاته، ثم تابوا وحسن إسلامهم، فلا تقنطي من رحمة الله، فإنه يغفر الذنوب جميعا، قال تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم {الزمر: 53}.

بل إن وعد الله الكريم بلغ أن تبدل سيئات التائب حسنات، كما في قوله عز وجل: والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا * إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما {الفرقان: 68ـ 70}.

وأما علامات قبول التوبة، فراجعي فيها الفتويين رقم: 151355، ورقم: 5646.

ثم إننا نخشى أن يكون ما بالسائلة إنما هو الوسوسة، ونحن نعيذها بالله من ذلك، ونقول: إن كان الأمر كذلك، فأعرضي عن هذه الوساوس، وانشغلي بما ينفعك، واجتهدي في تدبر كتاب الله تعالى، واحرصي على طلب العلم النافع، والإكثار من العمل الصالح. 

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات