أهمية الخشوع في الصلاة

0 87

السؤال

بعد تكبيرة الإحرام هل يتخلى الإنسان عن الدنيا أم يتفكر في ملكوت الله؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:                           

 فإن سؤالك هذا لا يخلو من غموض, والذي فهمنا منه أنك تسأل عن حقيقة الخشوع في الصلاة, وقد سبق أن بينا تعريف الخشوع، وحقيقته، ومحله، وثمرته في الفتوى رقم: 191721، وأيضا الفتوى رقم: 235345.

ويقول الشيخ ابن عثيمين في لقاء الباب المفتوح عن حقيقة الخشوع, وما يعين عليه:

  أهمية الخشوع في الصلاة على وجهين:

الوجه الأول: أنه كمال للصلاة، بل هو لب الصلاة، وروحها، والخشوع يعني: حضور القلب بحيث إن الإنسان يكون حال الصلاة وهو يقرأ ويركع ويسجد مستحضرا هذه العبادة العظيمة، فلا يفعل هذه الأشياء وقلبه في مكان بعيد.

والوجه الثاني: أن الخشوع في الصلاة أكثر ثوابا، وقد امتدح الله عز وجل الذين هم في صلاتهم خاشعون. أما ما يعين على الخشوع، فهو: أن الإنسان يفرغ قلبه إذا أقبل على الصلاة تفريغا كاملا، ويشعر بأنه واقف بين يدي الله عز وجل، وأن الله عز وجل يعلم ما في قلبه كما يعلم تحركاته في بدنه، ليس كالملوك، يمكن أن تقف أمام الملك متأدبا بظاهرك، وقلبك في كل مكان ولا يعلم، لكن الله عز وجل يعلم ظاهرك وباطنك، فاستحضر أنك بين يدي الله. انتهى.

ولأهمية الخشوع , فإن المصلي يكتب له من ثواب صلاته بقدر خشوعه فيها، ففي مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح للهروي: فمدار كمال الصلاة مثلا بعد مراعاة الشروط والأركان وواجباتها وسننها وآدابها المسموعة المعروفة على حضور القلب مع الله، وقطع النظر عما سواه، فقد روى أحمد، وأبو داود، وابن حبان عن عمار بن ياسر مرفوعا: إن الرجل لينصرف وما كتب له إلا عشر صلاته، تسعها، ثمنها، سبعها، سدسها، خمسها، ربعها، ثلثها، نصفه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة