الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

ما معنى أن الصلاة بدون خشوع تشبه صلاة المنافقين؟
هل يعني أنني أأثم إذا لم أخشع في صلاتي، ولم أدر ما أقول؟
وأيضا إذا استرسلت مع الأفكار في أمور الدنيا أثناء الصلاة، هل أكون فعلت مكروها أم حراما؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالخشوع في الصلاة الذي هو حضور القلب مستحب عند أكثر العلماء، وأوجبه بعضهم، ولكن عامة العلماء على أنه مستحب لا واجب، فلا يأثم من فقد هذا الخشوع، ولا تلزمه إعادة الصلاة، بل صلاته محكوم بصحتها، ما دام قد أتى بشروطها وأركانها، وانظر الفتوى: 136409.

ولبيان أسباب تحصيل الخشوع انظر الفتوى: 124712.

وإذا علمت هذا، فإن الخشوع في الصلاة هو لبها وروحها، وهو الثمرة المرجوة منها؛ ولذا امتدح الله أهل الإيمان بقوله: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ {المؤمنون:1، 2}.

ومن ترك الخشوع، فقد فوت على نفسه فضلا عظيما، وأجرا كبيرا، وتعرض للدخول في خلاف أهل العلم الذين رأوا وجوب الخشوع في الصلاة، ولكن من استرسل مع تلك الأفكار الدنيوية في صلاته لا يعد فاعلا لمحرم، وإن فوت على نفسه أجرا عظيما هو أجر حضور القلب وتمام الخشوع في صلاته الذي هو من مستحباتها في قول الجماهير لا من واجباتها؛ كما ذكرنا.

ولا شك في كون المنافقين لا يخشعون في صلاتهم؛ لأنهم كما قال الله: وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا {النساء:142}.

فلعل من أطلق هذا القول الذي سألت عنه أراد التنفير من ترك الخشوع لكونه من خصال المنافقين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني