الإعلان عن منتجات مباحة في مواقع إباحية.. رؤية شرعية أخلاقية

0 422

السؤال

هل يمكن الإعلان عن منتجات مباحة في مواقع إباحية، مثلا الإعلان عن حاسوب، أو هاتف إلخ؟
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس الإشكال في بيع السلع المباحة لأحد من رواد هذه المواقع الخبيثة، فهذا شأنه شأن البيع للفساق، بل وللكفار، فهذا مباح من حيث الأصل. وإنما الإشكال في إقرار مثل هذه المواقع والتعامل معها، بما يقتضي الحرص على وجودها وانتشارها وكثرة مرتاديها، وهذا  يتناقض مع بغضها الواجب شرعا، والإنكار عليها، والحرص على إغلاقها وقلة أو انعدام مرتاديها.

وعلى أية حال، فالواجب هو التعامل مع هذه المواقع بمقتضى قول الله تعالى: فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين {هود:116}، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. رواه مسلم. وقوله صلوات الله وسلامه عليه: ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي، إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف، يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل. رواه مسلم.

فهل يمكن أن يجتمع العمل بهذه النصوص، مع الإعلان في هذه المواقع؟ وما أقرب حال من يفعل ذلك، بحال أصحاب السبت الذين كان ظاهر فعلهم الإباحة، بخلاف باطنه، كما قال الله تعالى: واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون. وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون. فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون. فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين [الأعراف: 164 - 166].

 قال ابن كثير: مسخهم الله إلى صورة القردة، وهي أشبه شيء بالأناسي في الشكل الظاهر، وليست بإنسان حقيقة، فكذلك أعمال هؤلاء وحيلتهم لما كانت مشابهة للحق في الظاهر، ومخالفة له في الباطن، كان جزاؤهم من جنس عملهم. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات