0 67

السؤال

كنت أتحدث مع شخص عن شخص آخر، كنا نغتابه، ثم بعد ذلك قلت: الله يهدينا، وجاءني خاطر أني قلت هذا لكي يمدحني الشخص الذي معي، وأنا لم أتذكر هل قلته إرضاء لله، أم لكي يمدحني؟ وكذلك مرة أخرى حصلت معي أن سببت ابن أخي بأبيه، ثم قلت: أستغفر الله، وكانت بجانبي امرأة أخي، ولم أدر هل استغفرت الله من أجلها أم من أجل الله؟ علما أنني بعد كل عمل أحسه أني فعلته رياء، وأستغفر الله وأقول: لن أعود، فهل كل من فعل الرياء ثم استغفر مشرك شركا أكبر؟ وهل أنا في هذه الحالة مشرك شركا أكبر؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:                  

 فلا بد من التنبيه على الأمرين الذين وقعت فيهما:

الأول: الغيبة, وهي ذكرك أخاك بما يكره, وقد ذكرنا حكمها, وخطورتها في الفتوى رقم:6710, والفتوى رقم: 56287.

الثاني: سب ابن أخيك بأبيه, وهذا أمر شنيع, فقد ثبت الوعيد الشديد في شأن سباب المسلم, فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر. متفق عليه.

ويزداد الأمر خطورة إذا كان السب في شأن الأخ؛ لما له من الرحم, فحقه التوقير، والاحترام, وراجع في ذلك الفتوى رقم: 296287, والفتوى رقم: 120111.

والذي يظهر من سؤالك أن لديك بعض الوسوسة في شأن الرياء, ومن ثم؛ فما صدر عنك من عبارة: "الله يهدينا"، أو" أستغفر الله"، لا يعتبر رياء, بل هو في محله، ونرجو أن تكون خالصا من قلبك، وانظر الفتوى رقم: 176067، والفتوى رقم: 134994، والفتوى رقم: 178375 عن مآل العمل الصالح إذا ورد عليه الرياء والسمعة.

ومن دعا الله عز وجل، أو استغفره؛ إرضاء للناس حقا، وليس وسوسة، فإنه قد وقع في الرياء, وهو الشرك الأصغر، وقد ذكرنا ما يوجب الشرك الأكبر في الفتوى رقم: 146893.

 والاستغفار بعد الرياء مطلوب, وليس كفرا أكبر؛ لأن الرياء ذنب, والاستغفار يمحو آثار الذنب, لكن بشرط أن يكون الاستغفار خالصا لوجه الله تعالى, أما إذا كان الاستغفار إرضاء لمخلوق, فإنه من الشرك الأصغر, لا من الأكبر, وراجع المزيد عن الرياء في الفتوى رقم: 10992, والفتوى رقم: 13997.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات