المسلم يحرص على ألا تُشوه سمعته ليُقتدَى به في الخير

0 66

السؤال

أنا لا أهتم بسمعتي أبدا، فلو شوهها أحد، فلا يؤثر ذلك في، ولو كانت جيدة جدا، كما هي الآن أيضا، ولا يضيف ذلك أي شيء، ولا أعطي لآراء الناس ونظرتهم لي أي قيمة مطلقا، ولا أمانع أبدا إن نصحني أحد في العلن، فإن كنت مخطئا، فسأتقبلها بكل سرور.
أنا باختصار بعد إرضاء الله تعالى، لا يهمني إلا إرضاء نفسي، ولا أهتم بأي شيء آخر، فهل طريقة تفكيري هذه تعارض الإسلام في شيء؟ مع العلم أن عدم اهتمامي بالناس، وشعوري بالاكتفاء بنفسي تماما، لا يعني أني لا أعاملهم باحترام، وطيبة، وأساعدهم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: 

فكونك تتقبل النصيحة ولو علنا، وتشكر لناصحك، وتحاول التصحيح، أمر حسن جدا، دال على انتفاء الكبر من نفسك -إن شاء الله-.

وكونك تقدم مرضات الله تعالى على كل شيء، ولا تبالي رضي الناس أو سخطوا؛ أمر حسن كذلك، إذا كنت لا تبالي بسخط الناس في مرضات الله سبحانه.

وأما تجاهل رأي الناس تماما، وعدم المبالاة بما يقولون فيك مطلقا، فليس من الرأي السديد -فيما نرى-؛ وذلك أن المسلم يحرص على ألا تشوه سمعته؛ ليقتدى به في الخير، ولئلا يكون ذلك ذريعة لتشويه الدين من خلاله؛ ولذا جاء الشرع بالحث على اجتناب مواقف الريب، والبعد عما يثير التهمة، قال النووي في شرح مسلم في الكلام على فوائد حديث: على رسلكما إنها صفية: فيه استحباب التحرز من التعرض لسوء ظن الناس في الإنسان، وطلب السلامة، والاعتذار بالأعذار الصحيحة، وأنه متى فعل ما قد ينكر ظاهره مما هو حق وقد يخفى، أن يبين حاله ليدفع ظن السوء. انتهى.

فتوسط، ولا تتطرف يمينا أو شمالا، وكن آخذا بالشرع المطهر، متمسكا به في جميع أمورك، نسأل الله لنا ولك الهداية والتوفيق.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة