حدود التعامل مع الأطفال الصغار أثناء اللعب

0 13

السؤال

أسأل عن حدود التعامل مع الأطفال الصغار أثناء اللعب، فهل يجوز مثلا إجلاس الطفل في الحضن، وتقبيله من رقبته؟ أو الاستلقاء فوقه أثناء اللعب، أو حصره بين القدمين؟ مع العلم أن جسد الطفل سيلامس العورة المغلظة، خاصة إذا كان الشخص تظهر منه ريبة، أو بالأحرى ظهرت منه الريبة وانتهت، فأخي عمره 17 سنة، واكتشفنا أنه كان يتحرش بأخي الصغير الذي عمره 13 سنة لمدة 4 سنين تقريبا، إلى أن كشفتهم قبل أسبوعين، ولدي أخت قاربت الـ 7 سنوات، فهل أتركها تختلي مع أخي؟ خصوصا أن لعبه مشبوه بالنسبة لي، حيث يدخلها الغرفة ويغلق الضوء، ويلعبان لعبة يسميانها: لعبة الظلام، وذات مرة فتحت عليهم الباب فوجدت أخي جالسا فوق أختي وهي مستلقية على ظهرها، وهو يأخذها كثيرا إلى السطح وحدهم، فما حكم الشرع في هذا؟ وما حدود عورة أختي أمام أخي؟ وهي سابقا تتجول في المنزل دون ملابس؛ لأنها صغيرة، وقد حدثت والدتي بشأن هذا الأمر، لكنها تختلق الأعذار والحجج الواهية، فهل هناك نص شرعي يتضمن هذه الأمور؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فلا حرج - إن شاء الله - في وضع الطفل في الحضن، روى البخاري عن أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما-: أنها حملت بعبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما- بمكة، قالت: فخرجت وأنا متم، فأتيت المدينة، فنزلت قباء، فولدت بقباء، ثم أتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوضعته في حجره... الحديث.

وكذلك تقبيل الطفل في رقبته، فإنه جائز، كما سبق بيانه في الفتوى: 28750.

واللعب مع الطفل جائز في الجملة، ولكن جواز كل ما تقدم مشروط بانتفاء الريبة.

وبخصوص أخيك -إن ثبت ما ذكرت من اطلاعك عليه وهو يتحرش بأخيه الأصغر منه-، فالواجب عليك نصحه، وتذكيره بالله، وتخويفه من أليم عقابه، فإن تاب إلى الله وأناب، فالحمد لله، وإلا فهدديه بإخبار أمك أو غيرها ممن يهابه، فإن ازدجر فذاك، وإلا فأخبري من يمكنه ردعه عن سوء فعاله.

ولا يجوز تمكينه من الخلوة بأخيك أو أختك، أو اللعب معها، ما دام على هذه الحال.

وسبق بيان حدود عورة الصغيرة في الفتوى: 112255، ولا يجوز السماح لها بالتعري أمام أخيك، وخاصة مع الحال التي ذكرت عنه، هذا بالإضافة إلى أنها قد تكون قد بلغت درجة تشتهى فيها، وانظري لمزيد الفائدة الفتوى: 242731.

وننبه إلى أهمية وتأكيد قيام الوالدين بما يجب عليهما تجاه الأولاد، من حسن العناية، والرعاية، والتوجيه منذ الصغر؛ لينشؤوا نشأة سوية، ويكونوا على مأمن من الفساد، قال تعالى: يوصيكم الله في أولادكم {النساء:11}، قال السعدي: أي: أولادكم -يا معشر الوالدين- عندكم ودائع، قد وصاكم الله عليهم؛ لتقوموا بمصالحهم الدينية والدنيوية، فتعلمونهم، وتؤدبونهم، وتكفونهم عن المفاسد، وتأمرونهم بطاعة الله، وملازمة التقوى على الدوام، كما قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة. فالأولاد عند والديهم موصى بهم، فإما أن يقوموا بتلك الوصية، وإما أن يضيعوها، فيستحقوا بذلك الوعيد والعقاب. اهـ.

وثبت في الصحيحين عن عبد الله ابن عمر -رضي الله عنهما-، أنه: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كلكم راع، ومسؤول عن رعيته... والرجل في أهله راع وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها... الحديث. وتراجع لمزيد الفائدة الفتوى: 409069.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة