الإجهاض بسبب الحالة الصحية ووجود طفل رضيع

0 9

السؤال

أنا متزوجة، ولدي طفل لم يكمل عامه الثاني بعد، وهو شديد التعلق والارتباط بي، فهو ملتصق بي تماما، فأقوم معه بمجهود مضاعف، خاصة أني أقيم في محافظة غير محافظتي التي يسكن فيها أهلي، فلا يرى أحدا غيري، ولا أجد من يساعدني في القيام بمهامي اليومية.
وزوجي -أعانه الله- يقضي معظم اليوم في عمله، فأصبحت تحت ضغط كبير، وأتحمل أعباء كثيرة بمفردي، وحالتي الصحية تدهورت بعد الحمل والولادة، ففي الحمل كنت أعاني من نقص الحديد، وآخذ محاليل طول فترة الحمل، ثم ساءت حالتي أكثر بسبب الرضاعة؛ حتى أصبح وزني 43 كجم، وكل من يراني يسألني إن كنت مريضة، وذهبت للطبيب، وقال لي: "كل شيء في جسمك أقل من معدله الطبيعي"، ووصف لي بعض الفيتامينات، ونظام تغذية، وأنا أتحسن تدريجيا.
واتفقت مع زوجي على تأجيل الإنجاب إلى أن يبلغ ابني الثالثة أو الرابعة؛ حتى يستطيع تدبر أمره، ويستوعب الفكرة، وأسترد أنا عافيتي وصحتي، وأتهيأ نفسيا لذلك، وتستقر حالتنا المادية التي تشهد اضطرابات كثيرة، ولكن تأخرت الدورة الشهرية، وبالفحص المنزلي تأكد لي الحمل دون ترتيب منا، أو قصد، فهل يجوز لي الإجهاض؟ فأنا في حيرة من أمري؛ لتخوفي من عدم قدرتي على الحمل في هذا الوقت، وأخشى أيضا أن يظلم ابني، فما زال محتاجا لرعاية وتفرغ تام، ولكن خوفي الأكبر هو أن يغضب الله علي، أو أن يعاقبني إذا فعلت ذلك، فما الحكم؟ جزاكم الله عنا خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلم تذكر السائلة عمر الجنين.

وعلى أية حال؛ فإن كان دون الأربعين يوما، جاز إسقاطه، ما دام في ذلك دفع ضرر واقع، أو متوقع.

وإذا أتم الأربعين، ولم يتم مائة وعشرين يوما -أي: قبل نفخ الروح فيه-، فإجهاضه محل خلاف بين أهل العلم: فمنهم من منعه، ومنهم من أطلق إباحته.

والذي يظهر لنا: أن إسقاطه قبل نفخ الروح، إن كان لعذر يسوغه، فلا يحرم، ولو بعد الأربعين، وانظري الفتاوى: 393043، 143889، 158789، 177027. فالنظر هنا في تحقق العذر.

 والذي يظهر لنا أنك معذورة؛ نظرا لحالتك الصحية، وكون طفلك الأول لا يزال رضيعا، محتاجا للرعاية الشديدة.

ومع ذلك؛ فالأسلم والأفضل أن تبقي على جنينك، وتتحملي بقدر طاقتك.

 والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة