التفرغ لقضاء الفوائت وعدم البحث عن عمل

0 11

السؤال

أنهيت تدريبي في الجيش منذ 4 أشهر، وقبل أن أنهي تدريبي في الجيش، لم أكن أصلي، وبعد أن أنهيت تدريبي أمضيت شهرا أبحث عن عمل، ثم استرحت قليلا، وهداني ربي، وتبت، وأصبحت أصلي، وعرفت أنه يلزمني أن أقضي ما علي، فأنا منذ 11 سنة لا أصلي، أو كنت أصلي بشكل متقطع، لكن غالبا لم أكن أصلي، وبالذات الفجر، فلم أصلها نهائيا، وعزمت على أن أقضي كل ما علي في سنة واحدة، أي أنني أقضي صلوات 11 سنة في سنة؛ فأصبحت أصلي 70 صلاة في اليوم، واستمررت على ذلك شهرين، وأصحابي الآن ينتقدونني، ويقولون لي: ما تفعله خطأ -أي جلوسي في البيت للقضاء فقط، وعدم البحث عن عمل-، وأنا أقول لهم: بعد أن أنهي قضاء الصلوات سأبحث عن عمل؛ لأعمل وأنا مرتاح نفسيا، ولا أحمل هم قضاء صلوات 10 سنوات، ولأستطيع أن أصلي النوافل؛ لكي تعوضني عن نقص الخشوع في الصلاة، لكن أصحابي مصممون على أن فعلي خطأ، وأنني يمكن أن أقضي صلاة واحدة بعد كل صلاة.
أعلم أن هذا يصح، لكن قلبي غير قابل لهذه الفكرة، وقلبي يقول لي: لا بد أن أقضي ما علي، وأخلص نفسي، ومن ناحية الرزق فأنا غير محتاج حاليا، فهل ما أفعله صحيح أم لا؟ وهل أنا واقع في إثم وكبيرة من الذنوب لأني مقصر في أمور الدنيا، ولا أبحث عن عمل، أم لا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فمذهب جمهور العلماء وجوب قضاء الصلاة الفائتة عمدا، وهو ما نفتي به، على خلاف في المسألة، بيناه في الفتوى: 128781.

فنسأل الله أن يعينك على قضاء ما عليك، ثم إن القضاء يكون بما لا يضر ببدنك، أو بمعيشة تحتاجها.

فإن كنت محتاجا للعمل، فابحث عن عمل، واعمل واقض بما لا تتضرر به في عملك، ومعيشتك.

وإن كنت مستغنيا عن العمل الآن؛ فاستمر فيما أنت عليه من القضاء، وانظر الفتوى: 70806.

ويرى فقهاء المالكية أنه يكفيك قضاء يومين مع كل يوم، وتبرأ ذمتك بذلك عندهم، ولو قلدت من يفتي بهذا القول، رجونا أن يسعك ذلك.

نسأل الله لك التوفيق، والمعونة، وقبول التوبة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة