الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقديم قضاء الفوائت على النوافل، مع مراعاة ضرورات المعيشة والعلم المتعين

السؤال

هل يجوز عدم صلاة النوافل والسنن؛ لزيادة عدد ما أصليه من الفوائت أو القضاء؟
وكيف أحدد أولوياتي والأهم: الدراسة الجامعية، وطلب العلم الشرعي، وقضاء الفوائت؟
وهل مهنة البرمجة تخدم المسلمين؟ وكيف تخدمهم؟ فليس لديّ دافع للدراسة الجامعية.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فترك صلاة النافلة لمن عليه قضاء صلوات فائتة -أحرى التقليل منها- محل خلاف بين أهل العلم: فمنهم من يوجبه للتفرّغ لقضاء الفريضة، ومنهم من يفرّق بين ما ترك من الصلوات الفائتة بعذر؛ فيوجبه على التراخي، وبين ما ترك منها لغير عذر؛ فيوجبه على الفور، وقد بينا كلامهم مفصلًا في الفتوى: 173331.

والقائلون بوجوبه على الفور، يوجبون تعمير الوقت كله بالقضاء، ما لم يترتب على ذلك ضرر في البدن، أو المعيشة.

جاء في حاشية الروض المربع لابن قاسم: يجب قضاء الفوائت فورًا؛ وذلك ما لم يتضرر في بدنه.

والتضرر أن يلحقه مشقة، أو نقص في بدنه بضعف، أو خوف، أو مرض، أو نصب، أو إعياء، وهو أقل من النصب؛ لأن النصب هو التعب؛ فتسقط عنه الفورية إلى القدرة بلا ضرر. اهـ.

ويدخل هنا فيما يقدّم عليه القضاء العلم الذي لا يتعيّن على الشخص تعلّمه، ولا يترتب على تركه أو تأخيره ضرر معتبر.

أما الدراسة التي يحتاجها الشخص، والواجبات التي يتضرر بتقديم القضاء عليها؛ فكل ذلك -وما في معناه- يقدّم على القضاء، وانظري الفتوى: 311647.

وقد ذكرنا كيفية قضاء الفوائت الكثيرة في الفتوى: 61320.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني