الطريقة المثلى في النصيحة

0 16

السؤال

كيف أنصح شخصا غريبا بأسلوب لا يتسبب في الإحراج، ولا في تنفيره من الدين؟ علما أنني أعيش في بلد الناس فيه مبتعدة عن الدين؛ فيجب أن نحسن أسلوب الدعوة إلى الله، وأن يكون تلميحا لا صراحة، لأنني لو قلت له: اتق الله، لا تفعل المعصية، فإما أن يعدني متشددا، ومن الممكن أن أعتقل وأحبس، وإما أن يسخر مني، ويستهزئ بي، ولن يزيده ذلك إلا نفورا من الدين، فكيف أتعامل مع أشهر المعاصي -كسماع الموسيقى، وغيرها-؟ وكيف أنصحه بتركها؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: 

فالأساليب التي يفتتح بها الكلام للغرض الذي ذكرت تختلف من مقام إلى مقام، ومن شخص لآخر، فلا يصلح أن يخاطب الناس كلهم بأسلوب واحد؛ فالحكيم يتخذ لكل موقف ما يناسبه، ويخاطب كل فرد بما يفهمه، ويستوعبه، فإذا رأيت مثلا من يسمع الموسيقى، أو يفعل غيرها من المنكرات المعلومة؛ فسلم عليه، وابتسم في وجهه، ولا بأس لو عرفته باسمك لطمأنينته، ثم سألته عن اسمه كمدخل للتعارف بينكما، وقل له مثلا: أنت على خير فيما يظهر، وتبدو عليك سيما الصلاح، وأنا أحب لك الخير؛ ولذلك فإني أحببت تذكيرك بكلام العلماء، وأنهم يقولون بتحريم هذا الشيء الذي تفعله، فإن كنت لا تدري حكم الشرع؛ فلا إثم عليك فيما مضى، ولكن التزم به فيما يستقبل، وتدعو له بالتوفيق، والتسديد، ونحو ذلك.

وإن خفت ضررا، وغلب على ظنك حصوله، أو خفت حصول منكر آخر أكبر؛ فيمكنك ترك الإنكار -والحال هذه-، وانظر الفتوى: 197249.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة