درجة حديث خشية النبي من تعرض الجيش لكلبة ترضع أولادها

0 10

السؤال

ما صحة حديث أنه -صلى الله عليه وسلم- رأى كلبة تهر على أولادها، وهم حولها يرضعونها، فخشي الرسول -عليه الصلاة والسلام- أن يسحقها الزاحفون هي وأولادها دون أن يشعروا، فأمر جعيل بن سراقة أن يقوم حذاءها؛ حتى لا يعرض لها أحد من الجيش ولا لأولادها؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فإن هذه القصة رواها الواقدي في مغازيه -2/ 804- فقال: حدثني عبد الرحمن بن محمد، عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم، قال: لما سار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من العرج، فكان فيما بين العرج والطلوب، نظر إلى كلبة تهر على أولادها، وهم حولها يرضعونها، فأمر رجلا من أصحابه يقال له جعيل بن سراقة أن يقوم حذاءها، لا يعرض لها أحد من الجيش ولأولادها. اهـ.

ولم نجد من تكلم عليه من أهل الحديث، لكن على أي حال، فعبد الله بن أبي بكر بن حزم تابعي، وروايته عن النبي منقطعة؛ وعليه، يكون الأثر مرسلا، وهو من أنواع الضعيف عند الجمهور، كما قال العراقي:

ورده جماهر النقاد للجهل بالساقط في الإسناد.

هذا، وننبه إلى أنه ثبتت عدة نصوص في الرحمة والرفق بالحيوان، ومن ذلك ما ثبت في الحديث عن محمود بن الربيع: أن سراقة بن جعشم قال: يا رسول الله، الضالة ترد علي حوضي، فهل لي فيها من أجر إن سقيتها؟ قال: اسقها؛ فإن في كل ذات كبد حرى أجرا. رواه ابن حبان.
وعن جابر -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: من حفر ماء لم يشرب منه كبد حرى من جن ولا إنس ولا طائر؛ إلا آجره الله يوم القيامة. رواه ابن خزيمة.
وعن معاوية بن قرة عن أبيه -رضي الله عنه: أن رجلا قال: يا رسول الله! إني لأرحم الشاة أن أذبحها، فقال: إن رحمتها رحمك الله. رواه الحاكم وصححه.

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه الحر، فوجد بئرا، فنزل فيها، فشرب ثم خرج، فإذا كلب يلهث؛ يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني، فنزل البئر، فملأ خفه، ثم أمسكه بفيه حتى رقي، فسقى الكلب؛ فشكر الله له؛ فغفر له، قالوا: يا رسول الله، إن لنا في البهائم أجرا؟ فقال: في كل كبد رطبة أجر. رواه البخاري، ومسلم. 

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات