درجة دعاء النبي ﷺ لأمته قبل وفاته بـ: حفظكم الله، آواكم الله..

0 28

السؤال

هل صح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دعا للأمة قبيل وفاته: (حفظكم الله، آواكم الله، نصركم..)؟
وجزاكم الله عنا خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذا الحديث يروى بإسنادين؛ الأول ضعيف؛ لانقطاع في سنده، والآخر موضوع! وبالإسناد الأول رواه البزار في (مسنده)، والطبراني في (معجمه الأوسط)، وبالإسناد الآخر رواه الحاكم في (المستدرك).

وقد ضعف هذا الحديث الحافظ الهيثمي في كتابه (مجمع الزوائد)، والحافظ العراقي في (تخريج أحاديث إحياء علوم الدين للغزالي)، وقطع بوضعه الحافظ الذهبي في تعليقه على المستدرك للإمام الحاكم.

ولا شك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان كثير الدعاء لأمته، ودواوين السنة النبوية طافحة بذكرها، فضلا عن كونه آثر أمته بدعوته المستجابة التي آتاه الله إياها، ففي (الصحيحين) أن رسول الله -صلى الله عليه- وسلم قال: لكل نبي دعوة مستجابة يدعو بها، وأريد أن أختبئ دعوتي شفاعة لأمتي في الآخرة.

وفي صحيح مسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- تلا قول الله -عز وجل- في إبراهيم: {رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني} [سورة إبراهيم: 36] الآية، وقال عيسى عليه السلام: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} [سورة المائدة: 118]، فرفع يديه وقال: اللهم أمتي أمتي، وبكى، فقال الله عز وجل: يا جبريل اذهب إلى محمد، وربك أعلم، فسله ما يبكيك؟ فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام، فسأله، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال، وهو أعلم، فقال الله: يا جبريل، اذهب إلى محمد، فقل: إنا سنرضيك في أمتك، ولا نسوءك.

وراجع حال النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما حضرته الوفاة في الفتوى: 34677.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات