هل تشرع التوبة بعد المباهلة؟

0 7

السؤال

هل هناك توبة للمباهل بعد المباهلة؟ أقصد فيما بينه وبين الله.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:                    

فإن المباهلة هي الدعاء باللعنة على الظالم من الفريقين، كما عرفها ابن الرفعة الشافعي في كتابه: كفاية النبيه في شرح التنبيه، حيث قال: والمباهلة: الملاعنة، والبهلة: اللعنة؛ يقال: بهله الله، أي: لعنه الله، وهو الدعاء على الظالم من الفريقين. اهـ. 

والمباهلة مشروعة، وفائدتها إظهار المحق من المبطل، ولا يجوز المصير إليها، إلا إذا كانت هنالك مصلحة شرعية راجحة؛ لأنها يترتب عليها اللعن على الكاذب، وراجع الفتوى: 143209.

فإذا كان الشخص يعلم من نفسه الكذب، فلا يجوز له الإقدام على المباهلة، إذ لا يجوز أن يعرض نفسه للعن. وانظر الفتوى: 32962

لكن إذا أقدم الشخص على المباهلة كاذبا، وتاب توبة صادقة قبلت توبته. فقد قال -تعالى-: قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم {الزمر:53}.

وقال -تعالى أيضا-: والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا * إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما {الفرقان:68: 70}. 

وقال -صلى الله عليه وسلم-: من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها، تاب الله عليه. رواه الإمام مسلم، وغيره. 

وللمزيد عن شروط التوبة راجع الفتوى: 5450.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات