من تعبد بسجدة لم تثبت في الشرع فقد أحدث في الدين

0 291

السؤال

أود الاستفسار هل يوجد دعاء يسمى دعاء الحوائج، وهل يجوز الدعاء به، فقد وصلني بالبريد وأود التحقق منه، وجزاكم الله خيرا.
دعاء طلب الحوائج: اللهم يا منتهى مطلب الحاجات و يا من عنده نيل الطلبات و يا من لا يبيع نعمه بالأثمان و يا من لا يكدر عطاياه بالامتنان و يا من يستغنى به ولا يستغنى عنه و يا من يرغب إليه و لا يرغب عنه و يا من لا تفني خزائنه المسائل و يا من لا تبدل حكمته الوسائل و يا من لا تنقطع عنه حوائج المحتاجين و يا من لا يعنيه دعاء الداعين، تمدحت بالغناء عن خلقك و أنت أهل الغنى عنهم و نسبتهم إلى الفقر وهم أهل الفقر إليك. فمن حاول سد خلته من عندك، ورام صرف الفقر عن نفسه بك فقد طلب حاجته في مظانها، وأتى طلبته من وجهها. ومن توجه بحاجته إلى أحد من خلقك أو جعله سبب نجحها دونك فقد تعرض للحرمان، واستحق من عندك فوت الاحسان، اللهم ولي إليك حاجة قد قصر عنها جهدي، وتقطعت دونها حيلي، وسولت لي نفسي رفعها إلى من يرفع حوائجه إليك، ولا يستغني في طلباته عنك، وهي زلة من زلل الخاطئين، وعثرة من عثرات المذنبين، ثم انتبهت بتذكيرك لي من غفلتي، ونهضت بتوفيقك من زلتي، ورجعت و نكصت بتسديدك عن عثرتي. وقلت سبحان ربي كيف يسأل محتاج محتاجا وأنى يرغب معدم إلى معدم فقصدتك، يا إلهي، بالرغبة، وأوفدت عليك رجائي بالثقة بك. وعلمت أن كثير ما أسألك يسير في وجدك، وأن خطير ما أستوهبك حقير في وسعك، وأن كرمك لا يضيق عن سؤال أحد، وأن يدك بالعطايا أعلى من كل يد، اللهم فصل على محمد وآله، واحملني بكرمك على التفضل، ولا تحملني بعدلك على الاستحقاق، فما أنا بأول راغب رغب إليك فأعطيته وهو يستحق المنع، ولا بأول سائل سألك فأفضلت عليه وهو يستوجب الحرمان، اللهم صل على محمد وآله، وكن لدعائي مجيبا، ومن ندائي قريبا، ولتضرعي راحما، ولصوتي سامعا. ولا تقطع رجائي عنك، ولا تبت سببي منك، ولا توجهني في حاجتي هذه وغيرها إلى سواك ، وتولني بنجح طلبتي وقضاء حاجتي ونيل سؤلي قبل زوالي عن موقفي هذا بتيسيرك لي العسير و حسن تقديرك لي في جميع الأمور وصل على محمد وآله، صلاة دائمة نامية لا انقطاع لأبدها ولا منتهى لأمدها، واجعل ذلك عونا لي وسببا لنجاح طلبتي، إنك واسع كريم. ومن حاجتي يا رب كذا وكذا [و تذكر حاجتك ثم تسجد وتقول في سجودك‏] فضلك آنسني، وإحسانك دلني، فأسألك بك وبمحمد وآله، صلواتك عليهم، أن لا تردني خائبا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن هذا الدعاء يعزى في بعض المواقع الإلكترونية لعلي ولم نر له سندا ولم نجده معزوا لكتاب من كتب أهل السنة؛ إلا أنه أجاز العلماء الدعاء بأي لفظ، قال خليل في مختصره: ودعا بما أحب وإن لدنيا. وراجع في موضوع التوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم الفتوى رقم: 11669، والفتوى رقم: 17593.

واعلم أن السجود المفرد لا يعرف في الشرع إلا في سجدتي التلاوة والشكر، ولذا فإن من تعبد بسجدة أخرى لم تثبت في الشرع فقد أحدث في الدين ولن يقبل ذلك منه؛ لما في حديث الصحيحين: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد. وفي رواية لمسلم: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة