شؤم المعصية ـومنها منع الزكاة ـ يطال فاعلها وغيره

0 362

السؤال

مشكلتي هي أنني مريضة منذ حوالي 7 أو 8 سنوات والحمد لله على كل شيء اللهم لا اعتراض، ولكني أخذت بكل الأسباب الممكنة والدعاء المستمر مني ومن كل الناس الذين يعرفونني ولكن أبي لا يدفع زكاة أمواله وقد تنبهت إلى أن هذا قد يكون سببا في تأخير شفائي وعدم استجابة الدعاء ونزول النقمة والبلاء على البيت وقد سألت بعض العلماء الأفاضل فأكدوا لي شكوكي وقالوا إنه قد يكون السبب الأكبر وقد حاولت إقناع أبي مرارا وتكرارا دون جدوى أرجو المشورة أكرمكم الله فهل هذا بالفعل يمكن أن يكون سببا وكيف تقترحون على إقناع أبي أرجو من حضراتكم الاهتمام لأني تعبانة جدا وطاقتي خلصت فعلا ولا أعرف ماذا أفعل
وشكر لكم الله اهتمامكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يمن عليك بالشفاء، واعلمي أن جزاء صبرك مدخر لك، قال تعالى: { إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}(الزمر: 10)

وتأملي قوله تعالى: { بغير حساب}، فأبشري بخير، فوالله لغمسة واحدة في الجنة تنسيك كل بلاء مر بك في هذه الدنيا الدنية، قال صلى الله عليه وسلم: يؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة، فيصبغ صبغة في الجنة، فقال له: يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط؟ هل مر بك شدة قط؟  فيقول: لا يارب!!! ما مر بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط!!".

وأما والدك فالواجب عليك نصحه وتخويفه من عقوبة منع الزكاة ، وأن المال مال الله، وأنه مستخلف فيه، قال تعالى: {وأنفقوا من مال الله الذي آتاكم }(النور: 33) وقال: {وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه }(الحديد: 7)

وأعلميه أن هذا المال الذي يكنزه سيكون وبالا عليه يوم القيامة، حيث إنه سيعذب به، قال صلى الله عليه وسلم: ما من صاحب كنز لا يؤدي زكاته إلا أحمي عليه في نار جهنم، فيجعل صفائح، فيكوى بها جنباه وجبينه حتى يحكم الله بين عباده في يوم كان مقدراه خمسين ألف سنة، ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار.." رواه مسلم.

ثم أعلميه أن أهل السنة والجماعة في حكم مانع الزكاة على قولين، القول الأول: أنه كافر كفرا أكبر مخرجا من الملة، قال تعالى: {فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين }(التوبة: 11)  ففي هذه الآية نفى أخوة الدين عن من لم يؤت زكاة ماله، فمانع الزكاة ليس أخا لجماعة لمسلمين.

والقول الثاني: أن مانع الزكاة الذي يعتقد وجوبها، وإنما منعها بخلا بها أنه مؤمن ناقص الإيمان وأنه يستحق الوعيد الشديد، كما مر في الحديث السابق ذكره، وهذا القول هو الراجح.

لكن قولي لأبيك: كيف ترضى لنفسك أن يختلف علماء المسلمين في إسلامك؟! فبعضهم يقول: أنت مسلم، وبعضهم يقول: بل أنت كافر؟

واعلمي رحمك الله أن المعاصي والاثام لا يحاسب عليها إلا فاعلها، قال تعالى: {من يعمل سوءا يجز به}(النساء: 123)، ولم يقل يجز غيره به، وقال سبحانه: {ولا تزر وازرة وزر أخرى}(الأنعام: 164)، فالله لن يحاسبك عن ما اقترفته يد أبيك من الآثام، مع كونك مطالبة بنصحه وتذكيره.

ولا شك أن شؤم المعصية يطال فاعلها وغيره، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما منع قوم الزكاة إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا. رواه البيهقي وغيره.

وأما كونك تدعين الله وقد تأخرت الإجابة هذه السنوات، فلذلك أسباب انظريها في الفتوى رقم: 21386 ولمعرفة شروط وموانع إجابة الدعاء انظري الفتوى رقم: 2395 والفتوى رقم: 8331 والفتوى رقم: 9081 والفتوى رقم: 11571

ونصحك ببعض العلاجات الربانية والنبوية، فعليك بالعسل، وداومي عليه فقد قال تعالى في شأنه: {فيه شفاء للناس }(النحل: 69)

وعليك بالحبة السوداء، فقد قال عنها رسول الله صلى عليه وسلم : الحبة السوادء شفاء من كل داء إلا السام". رواه البخاري، والسام هو الموت.

وعليك أيضا بشرب ماء زمزم بنية الاستشفاء به من المرض، فقد قال صلى الله عليه وسلم: " ماء زمزم لما شرب له". رواه ابن ماجه وغيره وصححه الألباني.

 كما ننصحك بالرقية الشرعية، فقد رقى محمد بن الخطاب وأبو سعيد الخدري وغيرهما بعض المرضى فشفوا بإذن الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة