0 302

السؤال

صار لي موقف مع صديقة منذ سنوات طوال ولم أسامحها بيني وبين نفسي وبعد فترة كلمتني من عدة عقوبات ألمت بها من الله وقالت لي سامحيني ولكن لم أسامحها بقلبي ومن بكائها سامحتها على التليفون ولكن قلبي شيء آخر واعتقدت أن الموضوع انتهى وكلمتني مجددا وقالت كل ما يصير موقف لي أخسر فيه وهل أنت دعوت علي فقلت لها أنا لا أدعو على أحد ولكن في قلبي شيء آخر فماذا أفعل وهذا خارج عن إرادتي وليس بيدي أن أسامح بسهولة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد كان حريا بك أن تسامحي صديقتك وأن تقبلي عذرها بعد أن أتتك باكية نادمة طالبة للعفو، وأن لا تشقي عليها،  فالشأن في المؤمن أن يصفح ويعفو ويقبل العذر من إخوانه، فقد قال تعالى: وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم {النور: 22}.  وقال أيضا: فمن عفا وأصلح فأجره على الله {الشورى: 40}. وقال صلى الله عليه وسلم: ما زاد الله عبدا بعفوا إلا عزا. رواه مسلم. ولمزيد من الترغيب في العفو والصفح وكظم الغيظ راجعي الفتوى رقم: 54408. فطهري قلبك لأخواتك المؤمنات ، وترفقي بهن ، وادخري البغض والحقد والقسوة لأعداء الله، فهم الأحق بذلك. واعلمي أن الشيطان لما علم ثواب الأخوة في الله والمحبة في جلاله ـ عمل على الوقيعة بين المؤمنين والإفساد بينهم، قال صلى الله عليه وسلم: إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم. رواه مسلم، وانظري الفتوى رقم:20902. وانظري فضل الأخوة في الله والمحبة وأسبابها الجالية لها  في الفتاوى ذات الأرقام التالية:30426 ، 36991،36998. وأما قولك عن نفسك إنك لا تسامحين بسهولة، فهذا يدل على قسوة في قلبك  ينبغي أن تستعيني بالله على إذابتها، ومما يعينك على ذلك علمك بأن من شق على الناس شق الله تعالى عليه، وأن من اشتد في حسابهم شدد الله عليه في الحساب، والجزاء من جنس العمل، كما تدينين تدانين جزاء وفاقا، فهل ترجين من الله غدا أن يتجاوز عنك ويعفو عنك أم يشق عليك ولا يسامحك؟ فجاهدي نفسك ونقي قلبك، وانظري الفتوى رقم: 32860. فهي مفيدة جدا لك . هذا، ولا يلزم أن يكون ما أصاب صديقتك من البلاء هو بسبب خطئها في حقك، فإن للبلاء أسبابا متعددة قد يكون هذا أحدها، وانظري طائفة من أسباب البلاء التي تصيب ابن آدم في الفتويين: 25874، 44779. ولدفع البلاء الواقع على العبد أسباب، انظريها في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 18306، 9124، 59054، 49016. وانظري بعض حكم الابتلاء وما يشرع عند نزوله في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 13270، 13849، 18103، 30794 ، 33359.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة