طلب الطلاق بسبب شرب الزوج الخمر

0 203

السؤال

أنا شاب متزوج منذ سنة ونصف وكنت أشرب الخمر قبل الزواج ثم نويت أن أتركه إلى الأبد وأتوب إلى الله وتركته فعلا وهذا قبل الزواج ثم خطبت امرأة صالحة وتزوجت منها إلا أنني بعد الزواج بفترة عدت إلى الشرب في بعض الأحيان مع أنني أشرب الخمر وغير مقتنع بها ولدي الرغبة في تركها نهائيا وكانت زوجتي كل ما تراني سكران تطلب مني تركه وأنا أقول لها إن شاء الله إلا أنها في آخر مرة تركت البيت دون إذني وذهبت إلى بيت أهلها وطلبت مني الطلاق مع العلم أنها لم تتضرر من شربي للخمر في أي شيء وأنا لا أريد أن أطلقها ومتمسك بها وليس لدي أطفال منها.
أرجو أن تفيدوني أثابكم الله وجزاكم عني خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن للزوجة الحق في طلب الطلاق بسبب فسق الزوج وتقدم بيانه في الفتوى رقم 33363.

ولا يفوتنا توجيه نصيحة للأخ السائل لعل الله أن ينفعنا وينفعه بها فنقول :

لسنا بحاجة أن نقرر حرمة الخمر ولا ما ورد فيها من وعيد لأنه قد سبق بيانه في فتاوى كثيرة منها الفتوى رقم 54802، ولاعتقادنا أن السائل يدرك هذا ويسلم به ، ولسنا بحاجة إلى إقناعه بتركها وترغيبه في ذلك لأنه كما قال غير مقتنع بها ولديه الرغبة في تركها نهائيا.

 ولكن نحاول أن نضع أيدينا على أصل المشكلة فإن مشكلة تعاطي الخمر وغيرها من المعاصي سببها الرئيس ضعف الإيمان كما ثبت ذلك في الحديث: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن. رواه البخاري ومسلم.

 ومن المقرر أن الإيمان يزيد وينقص ويقوى ويضعف، ولزيادة الإيمان وقوته أسباب سبق بيان جملة منها في الفتوى رقم 29982.

 كما أن الخمر من عمل الشيطان عدو الإنسان الأول كما قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون [المائدة:90].

ولذا ينبغي الحذر والاستعاذة من شره، وسبق لنا فتوى بعنوان الأسباب المعينة على التخلص من غواية الشيطان برقم 33860.

فتب أخي وفقك الله من شرب الخمر وخالف الشيطان وعمله والنفس الأمارة بالسوء وما تهوى، وتصالح مع زوجتك الصالحة ولا تفضل عليها أم الخبائث الخمر

وافعل كما قال الأول:

خالف هوى النفس والشيطان واعصهما    *   وإن هما محضاك النصح فاتهم

فالنفس كالطفل إن ترضعه شب على    *  حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم

وفقك الله لما يحب ويرضى وعصمنا وإياك من الشيطان الرجيم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات