النكات المتضمنة آيات قرآنية

0 299

السؤال

لي صديق جمعني وإياه حفل عرس لأحد الأخوة فأراد أن يلقي نكتة أو طرفة علينا وهو من هذا النوع الذي يكثر من سرد النكت فقال تلك النكتة وهو أن أحدهم قد نزل عنده ضيف فذبح له دجاجة حتى إذا صار الغداء أحضر اللبن والخبز لكي يأكل منه الضيف ريثما تأتي الدجاجة وأبلغ زوجته أن لا تحضر الدجاجة لكي يشبع الضيف من اللبن ويوفر الدجاجة وأخبر الضيف أن أهل بيته يسخنون الدجاجة في الفرن وشبع الضيف من اللبن والخبز وفي العشاء عمل نفس الشيء وكذلك في غداء اليوم الثاني فما كان من الضيف بعد أن نفذ صبره إلا أن قال لصاحب البيت أن دجاجتك هذه مثل{ آل فرعون تعرض على النار غدوا وعشيا } فما وسعني إلا أن أوقفه وأقول له إن كلام الله يجب أن يوقر ويعظم ولا يتخذ في أماكن التنكيت والضحك فقال سبحان الله وما قلت ؟ أنا لم أقصد كلام الله ثم قال لي إن من أورد هذه النكتة هو ابن قيم الجوزية في أحد كتبه وإن العلماء يتسامرون بمثل هذا فلم أوافقه على قوله هذا وقلت له هات ما يثبت ما تقول فقال سأبحث لك على مثل هذا وتمسك بكلامه وتمسكت باحترام آيات الله وإيجاب إنزالها في محلها من توقير وتعظيم علما أن هذا الشخص هو خطيب المسجد الذي نصلي فيه . وأني إذ أطرح سؤالي هذا لا يراودني أدنى شك بصحة موقفي ولكن لكي آتي بما يقنع هذا بخطأ موقفه ولا يكون من الذين إذا قيل لهم اتقوا الله أخذتهم العزة بالإثم . وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: 

فمما لا ريب فيه أن الإيمان بكتب الله ركن من أركان الإيمان، والإيمان بها يقتضي تعظيمها وتوقيرها ، والاستخفاف بها، وجعلها عرضة للتنكيت وإضحاك الآخرين ينافي ذلك التعظيم المستلزم للإيمان.

ولكن التنكيت أحيانا قد لا يتنافى مع التعظيم، فقد روى الترمذي في باب مزاح النبي صلى الله عليه وسلم من كتابه "الشمائل": ثنا عبد بن حميد، ثنا مصعب بن المقدام، ثنا المبارك بن فضالة، عن الحسن قال: أتت عجوز النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، ادع الله لي أن يدخلني الجنة. فقال: "يا أم فلان، إن الجنة لا تدخلها عجوز". قال: فولت العجوز تبكي، فقال: "أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز؛ إن الله تعالى يقول: "إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا عربا أترابا".

وقال الترمذي: ثنا عباس بن محمد الدوري، ثنا علي بن الحسن بن شقيق، ثنا عبد الله بن المبارك، عن أسامة بن زيد، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: قالوا: يا رسول الله، إنك تداعبنا. قال: "إني لا أقول إلا حقا" تداعبنا يعني تمازحنا. وهذا الحديث قد صححه الشيخ الألباني وغيره.

وبناء على هذا، فلا نرى بأسا بنكتة ذلك الضيف، لكن ترك مثلها أحوط للدين، وأولى بالورع.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات