لا ينكر في مسائل الخلاف المعتبر

0 314

السؤال

أخ مسلم نصحته عدة مرات بأنه لا يحسن الوضوء لأنه يمسح رأسه ثلاث مرات بكثير من الماء وكذلك أذنيه ولكنه أصر على عناده بأنه لن يغير طريقة وضوئه، ثم بعد ذلك ادعى أنني أصطنع معه المشاكل مع أنني أنصح الإخوة لوجه الله تعالى، هل عدم اتباع السنة في الوضوء (مثل هذه الحالة) يبطل الوضوء وبالتالي يبطل الصلاة، وهل يجوز أن يكون هذا الأخ إماما لنا في بعض الصلوات مثل صلاة الجمعة حيث إننا مجموعة صغيرة في بلد أجنبي للدراسة، وبم تنصحوني في كيفية نصح المسلمين وتصحيح أخطائهم (على ما أعتقد) حيث إننا في زمن الكل يصر على الخطأ ولو كان في حق من حقوق الله ولا يقبل النصيحة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن مسح الرأس واجب وهو من فرائض الوضوء المذكورة في القرآن الكريم ، ولا تستحب الزيادة على مسحة واحدة يقبل فيها ويدبر، وهذا قول أكثر أهل العلم، ويستحب عند الشافعي رحمه الله تعالى أن يمسح مرة ثانية وثالثة، إلا أن قول الأكثر أرجح، لكن من فعل ذلك لا يبطل وضوؤه ولا صلاته، ويصح أن يكون إماما إن صلح لذلك من النواحي الأخرى، ولا ينكر عليه إن كان يفعل ذلك تقليدا لمن ذكرنا من أهل العلم، ولبيان بعض آداب النصيحة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 13288.

لكن ينبغي للمرء أن لا يتعجل في إنكار كل ما يراه مخالفا لما يعلم من أمور العبادات وغيرها خصوصا المسائل التي قد يتطرق إليها خلاف العلماء، إذ قد يكون ذلك الشخص على مذهب فقهي أنت لا تعرف عنه شيئا، وبالتالي فهو ليس مخطئا لأنه يتبع قول بعض الأئمة في مسائل الفقه، فإذا سارع أحد إلى الإنكار عليه وقع الخلاف والتشاجر وهذا غير محمود، وقد ذكر أهل العلم أن من شروط إنكار المنكر أن يكون الشخص المتصدي لذلك عارفا بحكم ما ينكر، وما يأمر به، وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 31086.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى