آية (ولنبلونكم بشيئ من الخوف والجوع ) وعلاقتها بالوسواس القهري

0 443

السؤال

السلام عليكمهل تعتبر الآية فى سورة البقرة رقم 155-157لها علاقة بالوسواس القهري.أفيدونى أفادكم الله

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏

فلا شك أن الوسواس القهري مرض يعتري المرء، يأتي له بصورة أفعال وأفكار تتسلط ‏على المريض وتضطره لتكرارها، وإذا لم يكرر الفعل أو لم يتسلسل مع الفكرة يشعر ‏المريض بتوتر، ولا يزول هذا التوتر إلا إذا كرر الفعل، وتسلل مع الفكرة. وبعد أن ‏يطاوع الوسواس يعاوده الدافع للفعل ثانية. ولا يزول المرض بهذا بل يتمكن منه. ولا شك ‏أن المرض نوع من البلاء، قال تعالى: ( كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة ‏وإلينا ترجعون) [الأنبياء:35] والابتلاء بالمرض يدخل في قوله صلى الله عليه وسلم :" ما ‏يصيب المسلم من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى ‏الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه" رواه البخاري ومسلم. ومعنى ( الوصب): ‏المرض. وفي هذا الحديث بيان أن الابتلاء يكفر الله به الخطايا. وقد أرشدنا رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم إلى الصبر في الضراء، والشكر في السراء، فقال: " عجبا لأمر المؤمن: ‏إن أمره كله خير. وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن. إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له. ‏وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له" رواه مسلم. ومن هنا فإننا ننصح من ابتلي بهذا ‏بالمرض أو غيره بالصبر لقضاء الله وقدره، ولا يخفى أن الرضا بقضاء الله وقدره من أركان ‏الإيمان الستة الواردة في حديث جبريل لما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإيمان ‏فقال: الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره ‏من الله تعالى" رواه البخاري ومسلم. وإذا أردت مزيدا من التفصيل حول الوسواس ‏القهري فإننا نحيلك على رقم 3086. فارجع إليه إن شئت.‏
مع العلم بأن الصبر لا يتنافى مع الأخذ بأسباب العلاج والشفاء. نسأل الله لك الشفاء.‏
أما الآية التي سألت عنها وهي: قوله تعالى: ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص ‏من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين ) [البقرة:155] فقد بين الله سبحانه ‏وتعالى فيها بعض أنواع البلاء التي يبتلي بها عباده، ثم جاء الثناء على الصابرين عند ‏المصائب عامة الذين يقولون: إنا لله وإنا إليه راجعون. قال الإمام ابن كثير رحمه الله ( ‏أخبرنا تعالى أنه يبتلي عباده: أي يختبرهم ويمتحنهم، كما قال تعالى: (ولنبلونكم حتى نعلم ‏المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم) فتارة بالسراء، وتارة بالضراء من خوف ‏وجوع… و ( نقص من الأموال) أي ذهاب بعضها ( والأنفس) بموت الأصحاب ‏والأقارب والأحباب.
قال ابن كثير: وقد حكى بعض المفسرين أن المراد بنقص الأموال: ‏الزكاة، والأنفس: الأمراض، والثمرات: الأولاد. وفي هذا نظر. والله أعلم ( تفسير ابن ‏كثير1/259).
ولذلك فإننا اخترنا لك أدلة أخرى أصرح من هذه الآية، تبين أن المرض ‏من البلاء الذي يكفر الله به الخطايا عند الصبر والاحتساب، كما تقدم في الجواب.‏
والله أعلم.‏

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة