وقوع العبد في المعصية لا يحرمه من منزلة الشكر

0 200

السؤال

إذا كان مسلم ما مدمن على معصية ما مثل النظر إلى المحرمات وهو راغب في التوبة ويدعو الله أن يتوب عليه، لكنه يرجع إلى الذنب في كل مرة بعد يومين أو ثلاثة، فسؤالي هو: في حالة ما إذا عزم على عدم العودة لكنه في قرار نفسه يعلم أنه سيعود هل تعد هذه توبة نصوحا أم ماذا، وهل إذا أنعم الله عليه بالنعم كيف يكون شاكرا لله عز وجل وهو يعصي ويتوب؟ وجزيل الشكر لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن العبد إذا تاب توبة نصوحا مستكملة لشروطها، من المبادرة إلى الإقلاع عن المعصية والندم عليها وعقد العزم على ألا يعود إليها فيما بقي من عمره قبل الله تعالى توبته، كما قال الله تعالى: وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون {الشورى:25}، وإن ضعف وعاد إلى المعصية ثم تاب منها توبة نصوحا مستوفية لشروطها قبلت توبته، وهكذا... وقد سبق بيان ذلك بالأدلة في الفتوى رقم: 1909.

وليعلم العبد أن الله تعالى يعلم الصادق في توبته والمخلص في عبادته، كما قال تعالى: فإنه يعلم السر وأخفى {طه:7}، وقال تعالى: يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور {غافر:19}، فالذي يتوب ويعلم من نفسه أنه سيعود إلى المعصية معناه أنه لم يعقد العزم على ألا يعود إليها، ولذلك لم يستكمل شروط التوبة التي أشرنا إليها، ومما يعين العبد على الاستمرار في التوبة وعدم الرجوع إلى المعصية قطع الصلة بأسباب المعصية وأماكنها واستبدال ذلك بما يعين على الطاعة، وسبق بيان ذلك بالتفصيل في الفتوى رقم: 6617، والفتوى رقم: 2862 بإمكانك الاطلاع عليهما.

وأما كيف يكون العبد شاكرا فإن ذلك يكون بصرف كل النعم التي من الله عليه بها في طاعة الله عز وجل ولا يصرف شيئا منها في معصيته ويشكره بقلبه ويثني عليه بلسانه، وسبق بيان ذلك بالتفصيل وأقوال أهل العلم في الفتوى رقم: 73736 فنرجو أن تطلع عليها، والقيام بشكر الله تعالى لا يعني أن العبد لا يمكن أن تصدر منه معصية فربما صدرت من الشاكر معصية، لكن عليه أن يبادر بالتوبة منها، فكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات