1. الرئيسية
  2. الجامع لشعب الإيمان
  3. الثالث والثلاثون من شعب الإيمان وهو باب في تعديد نعم الله عز وجل وما يجب من شكرها
صفحة جزء
[ 4284 ] أنبأنا أبو عبد الله الحافظ إجازة أن عبدان بن يزيد بن يعقوب الدقاق أخبرهم ، حدثنا إبراهيم بن الحسين بن ديزيل ، حدثنا آدم بن أبي إياس ، حدثنا شيبان بن عبد الرحمن بإسناده نحو هذا قال : وأنا قد وجدت بعض ذلك . فانطلقوا إلى منزل أبي الهيثم بن التيهان الأنصاري وكان رجلا كثير النخل والشاء ولم يكن له خدم لم يجدوه فقالوا لامرأته : أين صاحبك ؟ فقالت انطلق يستعذب لنا الماء فلم يلبثوا أن جاء أبو الهيثم بقربته يزعبها فوضعها ، ثم جاء فالتزم رسول الله صلى الله عليه وسلم ويفديه بأبيه وأمه ، فانطلق بهم إلى حديقة فبسط لهم بساطا ، ثم انطلق إلى نخلة فجاء بقنو فوضعه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أفلا انتقيت لنا من رطبه ؟ " فقال يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إني أردت أن تخيروا من بسره ورطبه ، فأكلوا وشربوا من ذلك الماء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هذا والذي نفسي بيده النعيم الذي أنتم مسؤولون ، تسألون عنه يوم القيامة ظل بارد ورطب طيب وماء بارد . " فانطلق أبو الهيثم ليصنع لهم طعاما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تذبحن ذات در " . فذبح لهم عناقا أو جديا فأتاهم به فأكلوا فقال رسول الله : " هل لك خادم قال : لا ، قال : [ ص: 332 ] فإذا أتانا سبي فأتنا إذا أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم برأسين ليس معهما ثالث فأتاه أبو الهيثم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اختر منهما ؟ " فقال يا رسول الله اختر لي . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " المستشار مؤتمن خذ هذا فإنه رأيته يصلي ، واستوص به معروفا " فانطلق أبو الهيثم بالخادم إلى امرأته فأخبرها بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت له امرأته : ما أنت ببالغ ما قال فيه رسول الله إلا أن تعتقه فقال هو عتيق ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله لم يبعث نبيا ولا خليفة إلا وله بطانتان بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر ، وبطانة لا تألوه خبالا من يوق بطانة السوء فقد وقي "

رواه أبو مجاهد عبد الله بن كيسان ، عن عكرمة ، عن ابن عباس . . . فذكر الحديث بزيادات وقال أبو أيوب بدل أبو الهيثم ومما زاد قال : " فهذا النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة " . فكبر ذلك على أصحابه فقال : " بلى إذا أصبتم مثل هذا فضربتم بأيديكم فقولوا : بسم الله وبركة الله فإذا شبعتم فقولوا الحمد لله الذي هو أشبعنا وأروانا وأنعم علينا وأفضل فإن هذا كفاف هذا .

التالي السابق


الخدمات العلمية