1. الرئيسية
  2. السنن الصغير للبيهقي
  3. مقدمة المصنف
  4. باب تحسين العبد عبادة معبوده حتى كأنه يراه ويشاهده فإنه سبحانه يراه ويعلم سره وعلانيته
صفحة جزء
2 - باب تحسين العبد عبادة معبوده حتى كأنه يراه ويشاهده فإنه سبحانه يراه ويعلم سره وعلانيته

قال الله تعالى : ألم يعلم بأن الله يرى ، وقال : يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون .

10 - أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل بمدينة السلام ، أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار ، حدثنا محمد بن عبيد الله بن المنادي ، حدثنا يونس بن محمد ، حدثنا معتمر بن سليمان ، عن أبيه ، عن يحيى بن يعمر ، قال : قيل لابن عمر : يا أبا عبد الرحمن ! إن قوما يزعمون ليس قدر قال : هل عندنا منهم أحد ؟ قال : قلت : لا . قال : فأبلغهم عني إذا لقيتهم أن ابن عمر بريء إلى الله منكم وأنتم برآء إلى الله منه . سمعت عمر بن الخطاب قال : بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في أناس إذ جاءه رجل ليس عليه عناء سفر ، وليس من البلد ، يتخطى حتى ورك بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يجلس أحدنا في الصلاة ، ثم وضع يده على ركبتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد ! ما الإسلام ؟ فقال : " الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن تقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتحج وتعتمر ، وتغتسل من [ ص: 15 ] الجنابة . وتتم الوضوء ، وتصوم رمضان " . قال : فإن فعلت هذا فأنا مسلم ؟ قال : " نعم " قال : صدقت . قال : يا محمد ! ما الإيمان ؟ قال : " الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ، وتؤمن بالجنة والنار والميزان ، وتؤمن بالبعث بعد الموت ، وتؤمن بالقدر خيره وشره " . قال : فإذا فعلت هذا فأنا مؤمن ؟ قال : " نعم " . قال : صدقت . قال : يا محمد ! ما الإحسان ؟ قال : " أن تعمل لله كأنك تراه فإنك إن لا تراه فإنه يراك " . قال : فإذا فعلت هذا فأنا محسن ؟ قال : " نعم " . قال : صدقت . قال : فمتى الساعة ؟ قال : " سبحان الله ! ما المسئول بأعلم بها من السائل " قال : " إن شئت أنبأتك بأشراطها . قال : أجل . قال : " إذا رأيت العالة الحفاة العراة يتطاولون في البناء وكانوا ملوكا " . قال : ما العالة الحفاة العراة ؟ قال : " العرب " . قال : " وإذا رأيت الأمة تلد ربها وربتها فذلك من أشراط الساعة " . قال : صدقت . ثم نهض فولى . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " علي بالرجل " . قال : فطلبناه فلم نقدر عليه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هل تدرون من هذا ؟ هذا جبريل عليه السلام أتاكم يعلمكم دينكم فخذوا عنه ، فوالذي نفسي بيده ما شبه علي منذ أتاني قبل مدتي هذه وما عرفته حتى ولى " .

إسناده على شرط مسلم . وذكره في العمرة والغسل علله الدارقطني . [ ص: 16 ]

11 - أخبرنا محمد بن [ . . . . . ] أحمد بن محمد الحاتمي الطوسي يقول : سمعت إبراهيم بن شيبان يقول : سمعت الجنيد بن محمد يقول : وسئل عن أول مقام التوحيد ؟ فقال : قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كأنك تراه " .

12 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو عبد الرحمن السلمي ، وأبو سعيد بن أبي عمرو ، قالوا : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد ، أخبرني أبي ، قال : سمعت الضحاك بن عبد الرحمن يقول : سمعت بلال بن سعد يقول : " عباد الرحمن ! إنكم تعملون في أيام قصار لأيام طوال وفي دار زوال [ ص: 17 ] لدار مقام ، وفي دار نصب لدار نعيم وخلد ، فمن لم يعمل على يقين فلا يتغنى " .

13 - حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف بن أحمد الأصبهاني ، أخبرنا أبو سعيد بن الأعرابي ، حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن يحيى بن جعدة ، قال : قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : في الصيف عام الأول والعهد قريب : " سلوا الله عز وجل اليقين والعافية " .

14 - وروينا عن أوسط البجلي ، سمع أبا بكر ، سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : معناه ، وزاد : " فإنه ما أوتي العبد بعد اليقين خيرا من العافية " .

15 - وأخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أخبرنا الحسين بن صفوان ، حدثنا عبد الله بن أبي الدنيا ، حدثني محمد بن عثمان العجلي ، حدثنا أبو أسامة ، عن جرير بن حازم ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الناس لم يؤتوا في الدنيا خيرا من اليقين والعافية فسلوهما الله " [ ص: 18 ] .

16 - قال الحسن : " صدق الله ورسوله : باليقين طلبت الجنة ، وباليقين هرب من النار ، وباليقين أديت الفرائض ، وباليقين صبر على الحق ، وفي معافاة الله خير كثير ، قد والله رأيناهم يتقاربون في العافية فإذا نزل البلاء تفاوتوا " .

17 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق ، قال : سمعت أبا عثمان الحناط يقول : سمعت ذا النون يقول : ثلاثة من أعلام اليقين : " النظر إلى الله في كل شيء ، والرجوع إليه في كل شيء ، والاستغناء به في كل حال " .

* * *

[ ص: 19 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية