[ ص: 157 ] بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي لا يحيط العاد لنعمائه بطرف ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، إقرار من لاح له الهدى فعرف ، وأشهد أن
محمدا عبده ورسوله ، منتهى الكرم والشرف ، صلى الله [وسلم] عليه ، وعلى آله وصحبه ومن قفا أثرهم ، ومن بحار علومهم اغترف .
أما بعد :
فقد أخبرنا
إسماعيل بن إبراهيم الحاكم ، أن
عمر بن حسين أخبرهم ، قال : أنا
أبو الفرج ابن نصر ، أنا
أبو طاهر ابن المعطوش ، أنا
الحافظ أبو البركات ابن الأنماطي ، أنا
أبو محمد الخطيب ، أنا
عمر بن إبراهيم الكتاني ،
[ ص: 158 ] ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13890أبو القاسم البغوي ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11997أبو خيثمة في " كتاب العلم " له : حدثنا
جرير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17152منصور ، عن
إبراهيم ، قال : لا بأس بكتابة الأطراف .
وهذا الأثر إسناده صحيح ، وهو موقوف على
nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم بن يزيد النخعي أحد فقهاء التابعين ، وعنى بذلك ما كان السلف يصنعونه من كتابة أطراف الأحاديث ؛ ليذاكروا بها الشيوخ فيحدثوهم بها .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12211ابن أبي خيثمة في " تاريخه " : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17072مسدد ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15743حماد بن زيد ، عن
ابن عون ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين ، قال : كنت ألقى
عبيدة - هو ابن عمرو السلماني - بالأطراف .
إسناده صحيح أيضا .
ثم صنف الأئمة في ذلك تصانيف قصدوا بها ترتيب الأحاديث وتسهيلها على من يروم كيفية مخارجها .
فمن أول من صنف في ذلك :
خلف الواسطي ، جمع أطراف الصحيحين ،
وأبو مسعود الدمشقي جمعهما أيضا ، وعصرهما متقارب ، وصنف
الداني أطراف الموطأ ، ثم جمع
أبو الفضل ابن طاهر أطراف السنن ، وهي
لأبي داود ،
والنسائي ،
والترمذي ،
nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ، وأضافها إلى أطراف الصحيحين .
ثم تتبع
الحافظ أبو القاسم ابن عساكر أوهامه في ذلك ، وأفرد أطراف الأربعة ، ثم جمع الستة أيضا المحدث
قطب الدين القسطلاني ، ثم
الحافظ أبو الحجاج المزي ، وقد كثر النفع به .
ثم إني نظرت فيما عندي من المرويات فوجدت فيها عدة تصانيف قد التزم مصنفوها الصحة ، فمنهم من تقيد بالشيخين
كالحاكم ، ومنهم من لم يتقيد
كابن حبان ، والحاجة ماسة إلى الاستفادة منها ، فجمعت أطرافها على طريقة
الحافظ أبي [ ص: 159 ] الحجاج المزي وترتيبه ، إلا أني أسوق ألفاظ الصيغ في الإسناد غالبا ؛ لتظهر فائدة ما يصرح به المدلس ، ثم إن كان حديث التابعي كثيرا رتبته على أسماء الرواة عنه غالبا ، وكذا الصحابي المتوسط ، وجعلت لها رقوما أبينها :
فللدارمي - وقد أطلق عليه
الحافظ المنذري اسم " الصحيح " ، فيما نقله الشيخ
علاء الدين مغلطاي فيما رأيته بخطه - : مي .
ولابن خزيمة - خز ، ولم أقف منه إلا على ربع العبادات بكماله ، ومواضع مفرقة من غيره .
ولابن الجارود - وقد سماه
ابن عبد البر وغيره : " صحيحا " - : جا ، وهو في التحقيق مستخرج على صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=13114ابن خزيمة باختصار .
ولأبي عوانة - وهو في الأصل كالمستخرج على
مسلم ، لكنه زاد فيه زيادات كثيرة جدا من الطرق المفيدة ، بل ومن الأحاديث المستقلة - : (عه) .
ولابن حبان : حب .
وللحاكم أبي عبد الله في " المستدرك " : كم .
ثم أضفت إلى هذه الكتب الستة أربعة كتب أخرى ، وهي : " الموطأ "
لمالك ، و" المسند "
للشافعي ، و" المسند "
للإمام أحمد ، و" شرح معاني الآثار "
للطحاوي ؛ لأني لم أجد عن
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة مسندا يعتمد عليه .
[ ص: 160 ] فلما صارت هذه عشرة كاملة أردفتها بـ " السنن "
للدارقطني ؛ جبرا لما فات من الوقوف على جميع صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=13114ابن خزيمة .
وجعلت
للطحاوي : طح .
وللدارقطني : قط .
فإن أخرجه الثلاثة الأول أفصحت بذكرهم ، أعني :
مالكا ،
والشافعي ،
وأحمد .
وهذه المصنفات قل أن يشذ عنها شيء من الأحاديث الصحيحة ، لا سيما في الأحكام إذا ضم إليها أطراف
المزي .
وقد ذكرت أسانيدي إلى أصحاب التصانيف المذكورين بتصانيفهم المذكورة : فأما "
الدارمي " : فأخبرنا به الشيخ الإمام المسند المقرئ :
أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن عبد الواحد التنوخي البعلي ، سماعا عليه
بالقاهرة .
وأخبرنا بمعظمه
أبو العباس أحمد بن علي بن يحيى بن تميم الدمشقي بها ، قالا : أنا
أبو العباس أحمد بن أبي طالب بن أبي النعم الصالحي ، أنا
عبد الله بن عمر بن علي بن اللتي سماعا عليه ، سوى من باب " اغتسال الحائض " إلى باب " النهي عن التشبيك " فإجازة منه ، ومن
محمد بن مسعود بن بهروز وغيره ، قالوا : أنا
أبو الوقت عبد الأول بن عيسى الهروي ، أنا
أبو الحسن عبد الرحمن بن المظفر [ ص: 161 ] الداودي ، أنا
أبو محمد عبد الله بن أحمد بن أعين ، أنا
عيسى بن عمر بن العباس السمرقندي ، أنا
الإمام أبو محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي .
وأما " صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=13114ابن خزيمة " : فوقع لي قطع مسموعة قرأتها على
العماد أبي بكر بن إبراهيم الفرضي بصالحية دمشق ، عن
أبي عبد الله بن أبي الهيجاء بن الزراد ، أنا
الحافظ الحسن بن محمد بن محمد البكري ، (.....) أنا
أبو روح عبد المعز بن محمد الهروي ، أنا
أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا المشايخ :
أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي ،
وأبو سعد أحمد بن إبراهيم المقرئ ،
وأبو عبد الله محمد بن محمد بن يحيى المقرئ - مفرقا - قالوا : أنا
أبو طاهر محمد بن الفضل بن خزيمة ، أنا جدي إمام الأئمة
أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري .
وقد بينت ما ليس مسموعا منه عند كل حديث .
[ ص: 162 ] وأما " المنتقى "
لابن الجارود : فأخبرنا به
أبو حيان محمد بن حيان ابن العلامة أثير الدين أبي حيان إجازة مشافهة ، عن
جده ، أنا
أبو علي بن أبي الأحوص مشافهة ، عن
أبي القاسم بن بقي ، عن
شريح بن محمد الرعيني ، أنا
عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن خزرج ، أنا
عبد الرحمن بن مروان القنازعي ، أنا
الحسن بن يحيى القلزمي ، عنه .
وأما " صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12118أبي عوانة " : فقرأت الكثير منه على
الحافظ أبي الفضل بن الحسين ، أنا
عبد الله بن محمد ابن القيم ، أنا
أبو الحسن ابن البخاري ، عن
القاسم .
[ ص: 163 ] ح وقرأت كثيرا منه أيضا يقرب من ربع الكتاب على
أبي الطاهر محمد بن محمد الربعي ، عن
أبي الحسن علي ابن عبد العزيز بن عبد الحارثي ، أنا
عمر بن محمد الكرماني ، أنا
القاسم بن عبد الله بن عمر الصفار ، أنا
أبو الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد القشيري ، أنا
عبد الحميد بن عبد الرحمن البحيري ، أنا
أبو نعيم عبد الملك بن الحسن الإسفراييني ، أنا
خال أبي عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني .
ح وأخبرني بجميعه
أحمد بن أبي بكر المقدسي مكاتبة .
وقرأت " منتقى الذهبي " منه في جزء ضخم كله عوال وموافقات على
أبي بكر الفرائضي ، وأجازني باقيه ، عن
أبي عبد الله بن الزراد ، أنا
الحافظ أبو علي البكري ، أنا
القاسم الصفار بتمامه .
والذي دخل في مسموعي على شيخي الأولين منه : الصيد إلا يسيرا من أوله ، والذبائح والأضاحي ، والأطعمة ، والأشربة ، واللباس ، والحلي ، والتسمية ، والاستئذان ، والرقى ، والطب ، وفضائل الأنبياء ، ومناقب الصحابة ، والبر والصلة ، والقدر ، والعلم ، وقطعة من الدعوات .
وأما " صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان " : فقرأت الأقسام الثلاثة الأول منه على
إبراهيم بن [ ص: 164 ] أحمد التنوخي ، وسمعت القسمين الأخيرين منه على
خديجة بنت إبراهيم بن إسحاق بن سلطان ، كلاهما عن
أبي عبد الله ابن الزراد ، أنا
الحافظ أبو علي البكري ، أنا
أبو روح عبد المعز بن محمد الهروي ، أنا
تميم بن أبي سعيد الجرجاني ، أنا
أبو الحسن علي بن محمد البحاثي ، أنا
أبو الحسن محمد بن أحمد بن هارون الزوزني ، أنا
أبو حاتم محمد بن حبان التميمي البستي .
وأما (المستدرك)
للحاكم : فأخبرنا به
أبو علي محمد بن أحمد بن علي الفاضلي إجازة مشافهة ، عن
يونس بن أبي إسحاق العسقلاني ، عن
أبي الحسن بن الحسين بن علي البغدادي ، عن
أبي الفضل أحمد الميهني ،
وأبي الفضل محمد بن ناصر ، كلاهما عن
أبي بكر أحمد بن علي الشيرازي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم .
وأما " الموطأ "
للإمام مالك : فأخبرنا به
أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد بن قوام البالسي بالصالحية ، أنا
أبو الحسن علي بن عبد الله بن هلال ،
ومحمد بن [ ص: 165 ] محمد بن عمر العسقلاني ، قالا : أنا
إبراهيم بن عمر بن مضر ، أنا
المؤيد بن محمد بن علي الطوسي ، أنا
هبة الله بن سهل السيدي ، أنا
سعيد بن محمد البحيري ، أنا
أبو علي زاهر بن أحمد السرخسي ، أنا
إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي ، أنا
أبو مصعب ، وفي بعضه لبعض من ذكر فوت معروف .
وقرأته من طريق أخرى على
إبراهيم بن أحمد البعلي ، عن
إسماعيل بن يوسف بن مكتوم ، أنا
مكرم بن أبي الصقر ، أنا
حمزة بن أحمد بن فارس ، أنا
نصر بن إبراهيم الفقيه ، أنا
محمد بن جعفر الميماسي ، أنا
[ ص: 166 ] محمد بن العباس بن وصيف ، أنا
الحسن بن الفرج الغزي ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17320يحيى بن عبد الله بن بكير ، أنا
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ، وفات
الميماسي من كتاب (الرهن) إلى آخر الكتاب سماعا فرواه [عن]
ابن وصيف بالإجازة .
وأما " المسند " للإمام
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : فأخبرنا بجميعه
أبو الحسن علي بن أبي المجد ، وبأكثره
أبو عبد الله محمد بن محمد بن علي الزفتاوي ، كلاهما عن
ست الوزراء بنت عمر بن أسعد ، أنا
الحسين بن أبي بكر ، أنا
أبو زرعة طاهر بن أبي الفضل محمد بن طاهر ، أنا
مكي بن محمد ، أنا
أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري ، أنا
أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم ، أنا
nindex.php?page=showalam&ids=14356الربيع بن سليمان ، أنا
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي .
وأما " المسند "
للإمام أحمد : فأخبرني بجميعه
أبو المعالي عبد الله بن عمر بن علي الأزهري بقراءتي عليه ، قال : أخبرنا بأكثره
أبو العباس أحمد بن محمد بن عمر [ ص: 167 ] الحلبي ، أنا
أبو الفرج عبد اللطيف بن عبد المنعم بن علي الحراني ، أنا
أبو محمد عبد الله بن أحمد بن صاعد الحربي ، أنا
أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد الكاتب ، أنا
أبو علي الحسن بن علي الواعظ ، أنا
أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان ، ثنا
أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي وغيره .
وقرأت " مسند "
جابر منه على الإمام
أبي الحسن بن صالح ، قال : أنا
محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الأنصاري ، أنا
المسلم بن محمد بن علان ، أنا
حنبل بن عبد الله ، أنا
أبو القاسم المذكور .
[ ص: 168 ] وأما " شرح معاني الآثار "
للطحاوي : فأخبرني به الشيخ
أبو إسحاق التنوخي إذنا في آخرين ، قالوا : أنا
محمد بن أبي بكر بن النحاس ، إجازة ، عن
محمد بن سعد المقدسي ، إجازة إن لم يكن سماعا ، عن
أبي موسى المديني ، أنا
إسماعيل بن الفضل ، أنا
منصور بن الحسين ، أنا
أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي المقرئ ، عنه .
وأما " السنن
للدارقطني : فأخبرني به المسند الصالح القدوة الأصيل
بدر الدين محمد بن محمد بن محمد بن قوام ،
وعمر بن محمد البالسي ، سماعا وقراءة على الأول من أوله إلى كتاب الجمعة ، وعلى الثاني لجميع الكتاب ، قالا : أنا
أبو بكر بن أحمد بن أبي محمد بن عبد الرزاق المغاري الدقاق ، أنا
أبو الحسن ابن البخاري ، أنا
عبد الله بن عمر الصفار ، إجازة ، أنا
الفضل بن محمد الأبيوردي ، أنا
أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد النوقاني ، سماعا عليه
[ ص: 169 ] لجميعه سوى من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود في التشهد من رواية
nindex.php?page=showalam&ids=14123الحسن بن مكرم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16087شبابة ، إلى حديث
جابر في الجمعة :
nindex.php?page=hadith&LINKID=651100 " إذا جاء أحدكم والإمام يخطب " من رواية
nindex.php?page=showalam&ids=12260أحمد بن سنان ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=17282وهب بن جرير ، بسماع
النوقاني من
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني .
ولأبي بكر شيخ شيخينا في هذا الكتاب عن الفخر أسانيد أخر لا حاجة إلى التطويل بها .
وأخبرني بجميعه عاليا الشيخ
بدر الدين المذكور ، قراءة عليه بالسند خاصة ، عن
أحمد بن أبي طالب ، عن
أبي الحسن القطيعي ، عن
أبي الكرم الشهرزوري ، عن
أبي الحسين بن المهتدي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني .
وسميت هذا الكتاب : " إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف العشرة " .
وهذا حين الشروع فيما إليه قصدت ، والاعتماد فيما أردت من ذلك على من عليه اعتمدت ، وهو الله لا إله إلا هو ، عليه توكلت وإليه أنيب .