صفحة جزء
وأما حديث غندر، فقال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن جعفر، هو غندر فذكره.

أخبرني به أبو المعالي عبد الله بن عمر بن علي [الحلاوي] ، أنا محمد بن محمد بن أبي طالب [القلانسي] ، أنا عبد الرحيم بن يوسف [الموصلي] ، أنا حنبل بن عبد الله [الرصافي] ، أنا أبو القاسم الكاتب ، أنا الحسن بن علي [المذهب] ، أنا أحمد بن جعفر [القطيعي] ، ثنا عبد الله بن أحمد ، ثنا أبي ، ثنا محمد بن جعفر ، ثنا شعبة ، عن الحكم ، عن ذكوان ، عن أبي سعيد ، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مر على رجل من الأنصار، فأرسل إليه، فخرج ورأسه يقطر، فقال له: "لعلنا أعجلناك"؟ فقال: نعم، يا رسول الله، فقال: "إذا أعجلت أو أقحطت فلا غسل عليك، عليك الوضوء".

وقرأته عاليا على شيخنا أبي المعالي المذكور، عن زينب بنت الكمال [المقدسية] عن عجيبة البغدادية، أن محمد بن أحمد بن عمر ، كتب إليهم: أنا أبو إسحاق الطيان بن خرشيذ قوله، أنا الحسين بن إسماعيل القاضي ، ثنا محمد بن الوليد البسري ، ثنا محمد هو غندر ، به مثله.

رواه مسلم في صحيحه: عن أبي بكر بن أبي شيبة ، وابن المثنى ، وبندار ، ثلاثتهم عن غندر به، فوقع لنا بدلا عاليا. [ ص: 124 ]

وهكذا رواه الإسماعيلي في مستخرجه من حديث الثلاثة، ومن حديث محمد بن الوليد البسري ، عن غندر أيضا كذلك. وكلهم ذكر فيه الوضوء.

وأما حديث يحيى، وهو ابن سعيد القطان ، فقال الإمام أحمد في مسنده، بالسند المذكور إليه آنفا: حدثنا يحيى ، عن شعبة عن الحكم ، عن أبي صالح ذكوان [السمان] ، عن أبي سعيد ، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أتى منزل رجل من الأنصار، فخرج ورأسه يقطر، قال: "لعلنا أعجلناك"؟ قال: "إذا أعجلت أو أقحطت فليس عليك غسل".

فقد ثبت الوضوء في حديث غندر ، ولم يثبت في حديث يحيى ، فيحتمل -والله أعلم- أن الرواية التي وقعت لأبي عبد الله ، عن يحيى وغندر مجموعة عنهما، فحمل الراوي لهما حديث "يحيى" على "حديث غندر"، وساقه بلفظ "يحيى" من غير بيان. ومثل ذلك يقع كثيرا. ويجوز أن يكون الوهم من بعض الرواة من بعد أبي عبد الله، فإنه في بعض الروايات دون بعض، والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية