صفحة جزء
وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا لا تجعل مع الله إلها آخر فتقعد مذموما مخذولا

وإذا أردنا أن نهلك قرية بالعذاب في الدنيا، أمرنا مترفيها ، يقوله: أكثرنا جبابرتها فبطروا في المعيشة، ففسقوا فيها ، يقول: فعصوا في القرية، فحق عليها القول ، يعني فوجب عليهم الذي سبق لهم في علم الله عز وجل، فدمرناها تدميرا ، يقول: فأهلكناها بالعذاب هلاكا.

يخوف كفار مكة بمثل عذاب الأمم الخالية، فقال سبحانه: وكم أهلكنا بالعذاب في الدنيا، من القرون من بعد نوح وكفى بربك بذنوب عباده ، يقول: كفار مكة، خبيرا بصيرا ، يقول الله عز وجل: فلا أحد أخبر بذنوب العباد من الله عز وجل، يعني كفار مكة.

من كان يريد في الدنيا العاجلة عجلنا له فيها ، يعني في الدنيا، ما نشاء لمن نريد من المال ثم جعلنا له جهنم ، يقول: ثم نصيره إلى جهنم، يصلاها مذموما عند الله مدحورا ، يعني مطرودا في النار، نزلت في ثلاثة نفر من ثقيف، فرقد بن يمامة ، وأبي فاطمة بن البحتري ، وصفوان ، وفلان، وفلان.

ومن أراد الآخرة من الأبرار بعلمه الحسن، وهو مؤمن، يعني بالدار الآخرة، وسعى لها سعيها ، يقول: للآخرة عملها، وهو مؤمن ، يعني مصدق بتوحيد الله عز وجل، فأولئك كان سعيهم مشكورا ، فشكر الله عز وجل سعيهم، فجزاهم بعلمهم الجنة، نزلت في بلال المؤذن وغيره.

ثم قال سبحانه: كلا نمد هؤلاء وهؤلاء البر والفاجر، يعني هؤلاء النفر من [ ص: 254 ] المسلمين، وهؤلاء النفر من ثقيف، من عطاء ربك ، يعني رزق ربك، وما كان عطاء ربك ، يعني رزق ربك، محظورا ، يعني ممسكا، يعني ممنوعا.

انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض ، يعني الفجار، يعني من كفار ثقيف على بعض في الرزق في الدنيا، يعني الأبرار بلال بن رباح ومن معه، وللآخرة أكبر درجات في الآخرة، يعني أعظم فضائل، وأكبر ، يعني وأعظم تفضيلا من فضائل الدنيا، فلما صار هؤلاء إلى الآخرة، أعطى هؤلاء المؤمنون بلال ومن معه، أعطوا في الآخرة فضلا كبيرا أكثر مما أعطي الفجار في الدنيا، يعني ثقيفا.

لا تجعل مع الله إلها آخر ، يقول للنبي صلى الله عليه وسلم: لا تضف مع الله إلها، وذلك حين دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى ملة آبائه، فتقعد مذموما ، ملوما تلام عند الناس، مخذولا في عذاب الله تعالى.

التالي السابق


الخدمات العلمية