صفحة جزء
ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا

ثم قال تعالى: ربكم أعلم بما في نفوسكم ، يقول: هو أعلم بما في نفوسكم منكم من البر للوالدين عند كبرهما، فذلك قوله تعالى: إن تكونوا صالحين ، يعني محتسبين مما تعالجون منهما أو لا تحسبون، فإنه كان للأوابين غفورا ، يعني المتراجعين من الذنوب إلى طاعة الوالدين غفورا.

وآت ، يعني فأعط، ذا القربى حقه ، يعني صلته، ثم قال تعالى: والمسكين ، يعني السائل، فتصدق عليه، "و" حق وابن السبيل أن تحسن إليه، وهو الضيف نازل عليه، قوله سبحانه: ولا تبذر تبذيرا ، يعني المنافقين في غير حق.

ثم قال: إن المبذرين ، يعني المنافقين، يعني كفار مكة، في غير حق، كانوا إخوان الشياطين في المعاصي، وكان الشيطان ، يعني إبليس وحده، لربه كفورا ، يعني عاص.

ثم رجع إلى المسكين وابن السبيل، فقال: وإما تعرضن عنهم ، نزلت في خباب ، وبلال ، ومهجع ، وعمار ، ونحوهم من الفقراء، كانوا يسألون النبي صلى الله عليه وسلم، فلا يجد ما يعطيهم فيعرض عنهم فيسكت، ثم قال عز وجل: ابتغاء رحمة من ربك ترجوها ، يعني انتظار رزق من ربك، ترجوها من الله أن يأتيك، فقل لهم قولا ميسورا ، يقول: اردد عليهم معروفا، يعني العدة الحسنة أنه سيكون فأعطيكم.

التالي السابق


الخدمات العلمية