وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفا وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا [ ص: 263 ] وما منعنا أن نرسل بالآيات مع
محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك أن
عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة ،
والحارث بن هشام بن المغيرة المخزوميين ، سألا النبي صلى الله عليه وسلم أن يريهم الله الآيات كما فعل بالقرون الأولى، وسؤالهما النبي صلى الله عليه وسلم أنهما قالا في هذه السورة:
وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا إلى آخر الآيات، فأنزل الله عز وجل:
وما منعنا أن نرسل بالآيات إلى قومك كما سألوا،
إلا أن كذب بها الأولون ، يعني الأمم الخالية، فعذبتهم، ولو جئتهم بآية فردوها وكذبوا بها أهلكناهم، كما فعلنا بالقرون الأولى، فلذلك أخرنا الآيات عنهم، ثم قال سبحانه:
وآتينا ، يعني وأعطينا،
ثمود الناقة مبصرة ، يعني معاينة يبصرونها،
فظلموا بها ، يعني فجحدوا بها أنها ليست من الله عز وجل، ثم عقروها، ثم قال عز وجل:
وما نرسل بالآيات إلا تخويفا للناس، فإن لم يؤمنوا بها عذبوا في الدنيا.
وإذ ، يعني وقد
قلنا لك إن ربك أحاط بالناس ، يعني حين أحاط علمه بأهل
مكة أن يفتحها على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال سبحانه:
وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس ، يعني الإسراء
ليلة أسرى به إلى بيت المقدس، فكانت لأهل
مكة فتنة، ثم قال سبحانه:
والشجرة الملعونة في القرآن ، يعني شجرة الزقوم، ثم قال سبحانه:
ونخوفهم بها، يعني بالنار والزقوم،
فما يزيدهم التخويف،
إلا طغيانا ، يعني إلا ضلالا،
كبيرا ، يعني شديدا، وقال أيضا في الصافات لقولهم الزقوم: التمر والزبد:
إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم طلعها كأنه رءوس الشياطين ، ولا يشبه طلع النخل.
وذلك أن
الله عز وجل ذكر شجرة الزقوم في القرآن، فقال
أبو جهل: يا معشر
قريش، إن
محمدا يخوفكم بشجرة الزقوم، ألستم تعلمون أن النار تحرق الشجر،
ومحمد يزعم أن النار تنبت الشجرة، فهل تدرون ما الزقوم ؟ فقال
عبد الله بن الزبعرى السهمي: إن الزقوم بلسان بربر: التمر والزبد، قال
أبو الجهل: يا جارية، ابغنا تمرا، فجاءته، فقال
لقريش وهم حوله: تزقموا من هذا الزقوم الذي يخوفكم به
محمد ، فأنزل الله تبارك وتعالى:
ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا ، يعني شديدا.
[ ص: 264 ]